تقرير "فينوغراد": إهمال مؤسساتي وفجوة مخابراتية وراء الإخفاق في معالجة الكاتيوشا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      الفشل الذريع للجيش الإسرائيلي في مواجهة صواريخ الكاتيوشا القصيرة المدى في حرب لبنان الثانية ناجم عن عاملين هما: الإهمال الاستخباري المستمر وتوزيع المسؤوليات غير الدقيق بين قيادة المنطقة الشمالية وسلاح الجوّ. هذه هي الخلاصة التي يمكن الوصول إليها استناداً إلى شهادات واستنتاجات وتحقيقات، عرضت غالبيتها على لجنة فينوغراد.

·      يتوقع أن يكون التقصير في مواجهة الكاتيوشا قضية مهمة في التقرير المرحلي لهذه اللجنة، الذي سينشر في النصف الثاني من شهر آذار/ مارس المقبل. وقال مصدر أمني رفيع المستوى ملم بالموضوع لصحيفة "هآرتس": "الحديث يدور عن إهمال مؤسساتي كبير ومتواصل. كان هناك تقصير عميق في معالجة الكاتيوشا القصيرة المدى. وما من طريقة أخرى لوصف ما حصل". واعترف مؤخراً مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي، بينهم رئيس هيئة الأركان العامة دان حالوتس، وفي عدة مناسبات، بأن الجيش فشل في مهمة القضاء على تهديد الكاتيوشا، وبما أن حزب الله تمكن من إطلاق أكثر من 200 صاروخ كاتيوشا في آخر أيام المعارك فهذا هو أحد الإخفاقات المريرة للحرب.

·      في التحقيقات العسكرية والشهادات أمام لجنة فينوغراد ادعى كبار قادة المنطقة الشمالية (وعلى رأسهم الجنرال المستقيل أودي أدام) أن قدرة القيادة الشمالية على مواجهة الكاتيوشا كانت في الحد الأدنى، جراء القيود التي فرضت عليها. ففي الأسبوعين الأولين للحرب حصرت هيئة الأركان العامة نطاق العمليات البرية إلى حد كبير. في حين أن وسيلة الرد الرئيسية، أي سلاح الجو، لم تكن خاضعة لسلطة القيادة الشمالية المباشرة بسبب تقسيم مناطق الصلاحيات بين قيادة المنطقة الشمالية وبين سلاح الجوّ.

·      أضيف الترهل العملاني فيما يتعلق بخطر صواريخ الكاتيوشا إلى الفجوة الاستخبارية الهائلة. ففي الوقت الذي وظّف سلاح الجوّ والاستخبارات موارد هائلة في جمع المعلومات عن نظم الصواريخ المتوسطة المدى (الفجر وصواريخ أخرى موازية) والطويلة المدى (صواريخ الزلزال الإيراني) لدى حزب الله، تم إهمال الاهتمام بصواريخ الكاتيوشا في السنوات التي سبقت الحرب.