إطلاق قذيفتين على الجيش اللبناني يؤذن بانتهاء سياسة ضبط النفس الإسرائيلية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

يجري وزير الدفاع صباح اليوم مع الجهات الأمنية تقويماً خاصاً للوضع بعد قيام دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي بإطلاق قذيفتين مساء أمس (الأربعاء) على موقع للجيش اللبناني شمال مستوطنة "أفيفيم" (مقابل مارون الراس) وعلى ناقلة جند مدرعة لبنانية، في أخطر حادث يقع منذ انتهاء الحرب على لبنان في 14 آب / أغسطس. ويهدد الحادث، الذي وقع بعد اكتشاف عبوات ناسفة وضعها حزب الله بالقرب من السياج الحدودي، بتصعيد التوتر على طول الحدود. وقد جاء إطلاق القذيفتين رداً على قيام موقع لبناني بإطلاق صلية من الطلقات النارية في الهواء فوق رؤوس الجنود الإسرائيليين. ولم تقع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي، بينما أفادت تقارير اليونيفيل عن سقوط خمسة جرحى من الجيش اللبناني، وربما بعض القتلى. وأُعلنت حالة الاستنفار في المنطقة واستعد الجيش الإسرائيلي لتعزيز قواته.

وكانت قوة تابعة للجيش الإسرائيلي اجتازت السياج الحدودي أمس لتمشيط المنطقة التي اكتشفت فيها العبوات الناسفة في مطلع الأسبوع. وقد استغرق الإعداد للعملية بضع ساعات، وتابع قائد المنطقة الشمالية غادي أيزنكوت سيرها من قرب، وكان هو الذي أصدر الأمر بإطلاق القذيفتين.

وقال ضابط كبير في قيادة المنطقة الشمالية لصحيفة "هآرتس" أمس ان هناك تغييراً في طريقة تفكير الجيش الإسرائيلي: "قبل الحرب كانت مقاربتنا ترى أن الاحتكاك سيء، ولذا سنبتعد عن السياج. أما الآن فالمقاربة هي أن نعمل حتى الخط الأزرق (الحدود الدولية) بصورة متشددة، وإذا أراد الطرف الآخر أن يحتك بنا، فليكن". ويخشى الجيش الإسرائيلي أن يتسبب حادث أمس في تقويض الاستقرار على طول الحدود لأمد طويل. ومع ذلك، فإن الجيش مصمم على عدم العودة إلى ما يصفه بأخطاء الماضي، وعدم ضبط النفس حيال محاولات القيام بعمليات أو المساس بالسيادة الإسرائيلية شمالي السياج [في الجيوب التي تدعي إسرائيل أن سيادتها تسرى عليها]..