اتفاق مبادئ في 2005 بين سورية وإسرائيل بعلم جهات في حكومتي شارون وأولمرت
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

بلور مندوبون عن سورية وإسرائيل في سلسلة لقاءات سرية عقدت في أوروبا بين أيلول/ سبتمبر 2004 وتموز/ يوليو 2006 تفاهمات على مخطط اتفاق سلام بين سورية وإسرائيل. وبناءً على التفاهمات، يتم توقيع اتفاق مبادئ بين الطرفين، وبعد تنفيذ جميع التعهدات، يتم توقيع اتفاق سلام.

وفي إطار اتفاق المبادئ تنسحب إسرائيل من هضبة الجولان إلى خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967. أما الجدول الزمني للانسحاب فبقي مفتوحاً. وقد طلبت سورية أن يتم الانسحاب خلال خمس سنوات، في حين رغبت إسرائيل في أن يمتد على 15 سنة. وفي المنطقة الفاصلة على طول بحيرة طبرية، سيصار إلى إنشاء حديقة عامة يستخدمها الجانبان السوري والإسرائيلي بصورة مشتركة وتمتد على جزء كبير من هضبة الجولان. ويتمتع الإسرائيليون بحرية الدخول إليها ‏ولا يكون دخولهم مشروطاً بتصريح سوري. كما جرى الاتفاق على تجريد الأراضي على جانبي الحدود من السلاح، على أن تكون مساحة الأراضي السورية المنزوعة السلاح أكبر من الأراضي الإسرائيلية المنزوعة السلاح بأربعة أضعاف.

وبناءً على التفاهمات، تسيطر إسرائيل على استعمال مياه ‏نهر الأردن في المنطقة الجبلية ومياه بحيرة طبرية.  كما وافقت سورية على وقف دعمها لحزب الله وحماس وعلى التخلي عن علاقاتها مع ‏إيران. وسميت هذه الوثيقة "Non-paper"، أي وثيقة تفاهمات غير موقعة، وليس لها صفة قانونية، بل سياسية. وقد تمت بلورتها في آب/ أغسطس 2005، ومنذ ذلك الوقت أُدخلت عليها بعض التعديلات خلال لقاءات إضافية عقدت في أوروبا.‏

وقد عقدت اللقاءات بعلم جهات رفيعة المستوى في حكومة أريئيل شارون ثم في ‏حكومة إيهود أولمرت. وعقد آخر لقاء في ذروة حرب لبنان الثانية. وقد رفع وسيط أوروبي تقارير عن ‏اللقاءات إلى المراتب الحكومية وكذلك فعل د. ألون ليئيل، ‏الذي كان يشغل منصب المدير العام لوزارة الخارجية وشارك في جميع اللقاءات.‏

وفي إطار هذه الاتصالات اجتمع الوسيط الأوروبي والمندوب السوري ثماني مرات إلى كبار المسؤولين في ‏النظام السوري، وبينهم نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم ‏وضابط برتبة جنرال في الاستخبارات السورية.

وتوقفت الاتصالات بعد أن طلب ‏السوريون إلغاء القناة غير الرسمية وعقد لقاء سريّ بين مندوب سوري برتبة نائب ‏وزير وموظف إسرائيلي بدرجة مدير عام مع مندوب أميركي رفيع المستوى، ‏ولم تستجب إسرائيل لهذا الطلب.‏

وقد قام المندوب السوري إلى هذه المباحثات، إبراهيم  سليمان، الذي يقيم ‏في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات ويحمل الجنسية الأميركية، بزيارة القدس. ونقل إلى مسؤولين كبار في ‏وزارة الخارجية، رسالة تتضمن رغبة دمشق في التوصل إلى تسوية مع إسرائيل ‏والاستعانة بعلاقاتها مع الولايات المتحدة في سبيل رفع الحظر الأميركي عن سورية.‏

وقال رجل الاتصال الأميركي جيفري أهرونسون لصحيفة "هآرتس" إن سورية، في سياق تسوية تتم برعاية ‏الولايات المتحدة، ستعمل على التأكد من أن حزب الله سيتحول إلى حزب سياسي فحسب. علاوة على ‏ذلك سيغادر خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، دمشق. كما ستمارس ‏سورية نفوذها في سبيل دفع اتفاق في العراق بين الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ‏والمعارضة السنية إلى الأمام، وستساعد إسرائيل على حل المشكلة الفلسطينية، بما في ذلك مسألة ‏اللاجئين.‏

وقد رفض ألون ليئيل إعطاء تفصيلات عن اللقاءات لكنه أكد انعقادها. وقبل إنشاء القناة ‏الأوروبية كان ليئيل شريكاً في جهد نحو إقامة قناة مباحثات سرية بوساطة تركية، ‏بناء على طلب تقدم به الرئيس بشار الأسد إلى رئيس الحكومة (التركية) رجب طيب أردوغان.

‏وقد فشلت المحاولة بعد رفض إسرائيل عقد المباحثات على مستوى رسمي، ولأن السوريين لم يكتفوا بـ"محادثات أكاديمية" على غرار الاتصالات التي سبقت اتفاق أوسلو.‏

وتكمن قيمة النقاط الجديدة الأساسية في الوثيقة التي جرى التوصل إلى مبادئها في آب/ أغسطس 2005 في ‏الاستعداد السوري للاكتفاء بتولي السيادة الكاملة على هضبة الجولان من دون السيطرة على مياه ‏بحيرة طبرية. وقد رفض السوريون البحث في فكرة تبادل الأراضي.‏