ما هو موقف يائير لبيد الحقيقي من موضوع القدس؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       نهار الثلاثاء الماضي أشار تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" إلى أن يائير لبيد [زعيم حزب يش عتيد الذي حصل على 19 مقعداً في الانتخابات الأخيرة] طلب من أعضاء كتلته في الكنيست إلغاء مشاركتهم في جولة تفقدية لجدار الفصل ومنطقة E1، تنظمها منظمة مبادرة جنيف. ولمّح لبيد في كلامه إلى أنه لا يريد الإضرار بالتحالف السياسي مع حزب البيت اليهودي [الممثل للتيارالديني القومي الداعم للمستوطنين] بزعامة نفتالي بينت، ويبدو أنه كان يتخوف من أن يظهر أعضاء كتلته كأنهم يساريون.

·       وقد أوضح لبيد بعد ذلك أن حزبه يعارض تقسيم القدس. وفي الواقع، فإن برنامج حزب يش عتيد الانتخابي تطرّق إلى مشكلة القدس، وذلك في مقطع احتوى على كثير من الكلمات الجميلة التي تحدثت عن أهمية القدس بالنسبة إلى الشعب اليهودي، لكن الجملة الأساسية التي تحدثت عن مسألة تقسيم القدس تناولت فقط التوقيت الذي يجب فيه طرح المسألة على المفاوضات، وجاء فيها: "يجب ألا تُطرح مسألة القدس في بداية المفاوضات وإنما في نهايتها، وبعد الاتفاق على البنود الأُخرى كافة."

·       واتسمت مواقف يائير لبيد من موضوع تقسيم القدس بالتقلبات، فقبل أن يقدّم ترشيحه إلى الكنيست أظهر أحياناً مواقف متعارضة. وبالنسبة إلى مواقف سائر أعضاء كتلته، فإن يعقوب بيري كان في الماضي رئيساً لجمعية دعت إلى تبنّي المبادرة العربية للسلام (التي تضمنت تقسيم القدس)، أمّا ياعيل جيرمان فكانت رئيسة بلدية هيرتسليا وممثلة لحركة ميرتس منذ أعوام عديدة، وقد شغل ميكي ليفي منصب رئيس مركز شرطة القدس، وقال قبل عامين: "يجب أن ننهي سيطرتنا على شعب آخر، ولا حاجة لنا أبداً إلى الاحتفاظ بشفعاط وجبل المكبر، ولا أفهم لماذا يسكن اليهود في الأحياء الإسلامية في المدينة القديمة. إن الحل الذي أقترحه من أجل المحافظة على القدس، هو أنه يجب علينا تقسيمها. فالسكان العرب في القدس الشرقية يجب ألاّ يكونوا مواطنين في دولة إسرائيل، ويجب الانفصال عنهم بسلام، ونحن لسنا في حاجة إليهم، فهم يشكلون عبئاً علينا."

 

·       ثمة أعضاء كنيست آخرون في حزب يش عتيد لا يوافقون على مواقف لبيد القاطعة، وبين هؤلاء عوفر شيلح الذي ذكر في كتاب له عن الانتفاضة الثانية: "لقد كذب زعماء الطرفين على شعبيهما. فقد علم عرفات أن حق العودة لن يحقق أبداً العودة الكاملة للاجئين إلى ديارهم، كما علم زعماء إسرائيل أن القدس لا يمكن أن تبقى موحدة تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد. لكن أحداً لم يوضح للناس المغزى الحقيقي للاتفاق الدائم بين الشعبين."