بدأت نشرة "مختارات من الصحف العبرية" بالصدور خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز/يوليو 2006، الذي تحول، منذ أيامه الأولى، إلى حرب ضارية بين إسرائيل وحزب الله. فالحاجة الملحة آنذاك في لبنان إلى الاطلاع على ما يُنشر عن هذه الحرب، من مواقف وتصريحات وتحليلات في الإعلام الإسرائيلي، فرضت صدور هذه النشرة.
وفي الواقع، نشرة "مختارات من الصحف العبرية" هي استمرار للنشرة التي أصدرتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية أول مرة سنة 1971 تحت اسم "نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، التي كانت فريدة من نوعها في ذلك الوقت، وكان يعدها فريق من المختصين بالترجمة من العبرية إلى العربية، وتصدر شهرياً عن المؤسسة. وكانت تضم، بالإضافة إلى الترجمات الحرفية المواقف وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين والمقالات والتحليلات، وتقارير يعدها أعضاء الفريق في موضوعات متنوعة، سياسية واستراتيجية واقتصادية.
شكلت هذه النشرة نافذة للاطلاع على إسرائيل، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وحتى ثقافياً، بالإضافة إلى اهتمامها بتطورات الصراع العربي – الإسرائيلي، وممارسات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية، والسياسات الاستيطانية وغيرها.
وتميزت بالدقة في الترجمة، وسلامة اللغة العربية وسلاستها، والجودة في اختيار الموضوعات. وكان لها دور مهم في الوسط السياسي والحزبي اللبنانيين وفي الصحف والدوريات اللبنانية والعربية وفي أوساط منظمة التحرير الفلسطينية وسائر الفصائل الفلسطينية، ولا سيما في ظل تواتر العمليات الإسرائيلية في تلك الفترة ضد نشاط المقاومة الفلسطينية في لبنان.
في عام 1982، وخلال الغزو الإسرائيلي للبنان، شكلت النشرة مصدراً لمتابعة تطورات هذا الغزو، وما أسفر عنه من نتائج كارثية على اللبنانيين والفلسطينيين. وشكلت المادة المترجمة موضوعاً لعدد من الكتيبات عن هذه الحرب، والتي صدرت عن المؤسسة تباعاً. واستمرت هذه النشرة في الصدور حتى عام 1988، مع بدء التحضير لإصدار "مجلة الدراسات الفلسطينية".
شكلت حرب تموز/يوليو 2006 الدافع الذي جعل إدارة مؤسسة الدراسات الفلسطينية تتخذ قراراً باستئناف إصدار "نشرة مختارات من الصحف العبرية". وهكذا بدأت النشرة بالصدور يومياً على موقع المؤسسة الإلكتروني، فتضمنت متابعة ليوميات الحرب، بالإضافة إلى أخبار القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين وتصريحاتهم، وتحليلات الكتّاب، ومقالات كاتبي الافتتاحيات في الصحف العبرية. وأُرفق بها تحليل للسياسة الأميركية عن هذه الحرب يعدها أحد الخبراء البارزين في مكتب المؤسسة في واشنطن.
وعندما انتهت الحرب، وعادت المؤسسة إلى متابعة عملها اليومي بطواقم العمل المكتملة، بدأ التشاور في إمكان استمرار النشرة بصورة يومية ومنتظمة، في ضوء الشعور بالحاجة إلى مصدر موثوق يقدم، بصورة يومية، أهم ما تنشره الصحف والدوريات المتخصصة، من أخبار ومقالات ودراسات تتعلق بتطورات الصراع العربي – الإسرائيلي من الزاوية الإسرائيلية الصهيونية، بالإضافة إلى الإضاءة على الوضع الإسرائيلي الداخلي من الزوايا السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.
وهكذا استأنفت نشرة "مختارات من الصحف العبرية" صدورها بشكل يومي، لتنقل ما ينشره الإعلام اليومي في إسرائيل، ثم وسعت نطاق متابعتها لتشمل مراكز الأبحاث والدراسات الإسرائيلية، بالإضافة إلى الدوريات المتخصصة بكل ما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية وكفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. وهي مستمرة في الصدور حتى اليوم على الرغم من الصعوبات المالية التي تعاني جراءها المؤسسة في ظل الأوضاع الراهنة، فلسطينياً وعربياً وعالمياً، على مختلف الصعد وفي شتى المجالات.
كذلك عمل فريق النشرة على إصدار سلسلة جديدة بعنوان "قضايا استراتيجية-وجهات نظر إسرائيلية" تضمنت ترجمات لدراسات وأبحاث إسرائيلية صادرة عن أهم مراكز البحث الإسرائيلية، كتبها مختصون بموضوعات عسكرية واستراتيجية وسياسية، وصدر منها حتى الآن سبعة كتيبات.