الجيش الإسرائيلي: هناك احتمال كبير أن تكون الفتاة من جنين أصيبت برصاص قناص عن طريق الخطأ
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

ذكرت أوساط من الجيش في ختام تحقيق أولّي أجراه بعد حادثة إصابة الفتاة الفلسطينية جنى مجدي زكرانة (16 عاماً) بالرصاص في أثناء وجودها على سطح منزلها، أن يكون أحد مقاتلي حرس الحدود قد أطلق النار عليها عن طريق الخطأ. وذكر الجيش أن هناك شكوكاً في أن تكون الفتاة ساعدت المسلحين الذين أطلقوا النار على عناصر الجيش الإسرائيلي الذين دخلوا إلى جنين لاعتقال مطلوبين، وأنها كانت تقف بالقرب من المسلحين على أحد أسطح البنايات، لذلك اشتُبه، عن طريق الخطأ، في أنها أحد المسلحين.

وذكر الناطق بلسان الجيش أن الحديث عن إطلاق قوات الجيش الإسرائيلي النار على أبرياء هو أمر عار من الصحة، ولا أساس له، وأضاف: "الجيش الإسرائيلي وقادته يعتذرون عن أيّ أذى قد يصيب أبرياء، حتى هؤلاء الذين يتواجدون بالقرب من مناطق تشهد قتالاً وتبادُل إطلاق نار، وبالقرب من مخرّبين. وستواصل قوات الأمن عملها للتصدي لأيّ عملية إرهابية في أيّ مكان عندما يُطلب منها ذلك، وستحافظ على عدم المسّ بالأبرياء."

وتابع الناطق بلسان الجيش: "خلال العملية، تأكدت إصابتنا لمسلحيْن اثنين، وربما شوهدت الفتاة واعتُبرت من المسلحين، عن طريق الخطأ، ومع الأسف قُتلت. المقاتل الذي أطلق النار هو قناص وحصل على وسام مؤخراً. ويمكننا أن نتساءل ماذا كانت تفعل الفتاة هناك."

وعبّر وزير الدفاع بني غانتس عن أسفه لمقتل الفتاة، وقال إنه خلال عملية كانت تقوم بها القوات الأمنية في جنين، تعرضت لإطلاق نار كثيف، وألقى المسلحون عبوات وزجاجات مشتعلة عليها. وأضاف: ردّ الجنود على مصادر إطلاق النار، دفاعاً عن أنفسهم، وأن حادثة مقتل الفتاة هي موضع تحقيق. وتابع: "بعكس الذين يجلسون على المحاور مع السلاح، ومع حجارة وزجاجات مشتعلة، وينتظرون فرصة لقتل شابات وشبان إسرائيليين ونساء وكهول وأطفال - فإن جنود الجيش الإسرائيلي لا يطلقون النار في اتجاه الأبرياء عن قصد. وسيواصل الجيش تصدّيه للإرهاب في كل مكان وزمان، ومن خلال التقيد بتعليمات فتح النار، نحن ندعم القادة والجنود دعماً كاملاً لمواصلة القيام بمهماتهم بمهنية وحزم."

كما تطرّق رئيس الحكومة يائير لبيد إلى الحادثة، معرباً عن أسفه لمقتل الفتاة، وشدد على أن التحقيق الذي نشره الجيش هو تحقيق أولّي، وأن القوى الأمنية ستواصل التحقيق في الحادثة.

من جهة أُخرى، توجه رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية إلى الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة فيرجينيا غامبا، التي تقوم حالياً بزيارة إلى إسرائيل، وطلب منها إدخال إسرائيل ضمن القائمة السوداء للدول التي تقتل الأطفال. واعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية مقتل الفتاة جنى جريمة تُضاف إلى الجرائم البشعة لقتل الأولاد التي يرتكبها جنود الاحتلال. ومن المنتظر أن تلتقي غامبا خلال زيارتها عائلات أولاد فلسطينيين قُتلوا في المناطق. كما ستلتقي مسؤولين في وزارة الخارجية والجيش والشرطة، بمن فيهم رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي.

وتأتي زيارة غامبا إلى إسرائيل بعد التحذير الذي وجهته إليها بأنها إذا لم تغيّر طريقة تعامُلها مع الأولاد الفلسطينيين، فإنها تفكر في إدخالها إلى القائمة السوداء في السنة المقبلة. ولقد تقرر أن تتعامل إسرائيل مع الموضوع بمنتهى الجدية، وتنظر إلى هذه الزيارة بكثير من الاهتمام، وهي تريد إقناع المبعوثة الأممية بأن إسرائيل تتصرف وفق القانون الدولي، ولا مجال لإدخالها إلى القائمة.

وتأتي هذه الزيارة على خلفية الاتهامات من جانب الفلسطينيين بأن إسرائيل قتلت العديد من الأطفال والشبان خلال عملية كاسر الموج الأخيرة، وهو ما يبرر إدخالها إلى القائمة السوداء.