إنهاء الحرب غير ممكن من دون عودة المخطوفين إلى منازلهم
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- بات من الضروري، بعد مرور أكثر من مئة يوم على المعارك، أن نبدأ بالافتخار بالإنجازات الرائعة في المعركة، وأن نشرع في تسريح جنود الاحتياط. ومع ذلك، فإن إطلاق الصواريخ لا يزال مستمراً، وأفق صفقة لتحرير المخطوفين معدوم، في حين لم نتمكن من التسبب بالأذى لأي قائد من قادة "حماس"، والبلد مضطرب. في الضفة؛ ها هو "الإرهاب" يرفع رأسه هناك، أمّا في شمال البلد، فإن المواطنين يعيشون تحت القصف الصاروخي اليومي.
- تعدُّد الجبهات هذا يستوجب تخطيطاً وتحريكاً مستمراً للقوات، وهو يجعل من الصعب علينا التخطيط للمستقبل بصورة منظمة. كما أن التوتر السائد في العلاقات داخل مجلس كابينيت الحرب يعيق إجراء مناقشة معمقة بشأن الخطوات الواجب اتخاذها، وهناك أسئلة مصيرية تتطلب قرارات شُجاعة، تتم تنحيتها جانباً من دون مناقشة، وتظل معلقة في الهواء.
- يبدو أن بعض الوزراء في مجلس الكابينيت المصغّر يؤيد وقف إطلاق النار، بشرط إطلاق سراح أسرى تحتجزهم إسرائيل من أجل حل مسألة تحرير المخطوفين، في حين أن الوزراء الباقين مقتنعون بأن استمرار الحرب فقط هو الذي سيجبر "حماس" على الموافقة على صفقة تبادُل.
- التوصيات الصادرة عن الشاباك والمنظومة الأمنية بفك تجميد أموال السلطة الفلسطينية، والسماح للعمال من سكان الضفة الغربية بالدخول للعمل في إسرائيل، باتت موضع جدل شديد بين مؤيدي ومعارضي هذه التوصيات، الذين يزعمون أنه سيكون من الخطأ العودة إلى تكرار بعض الأخطاء التي أدى بعضها إلى "مجزرة" السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
- يمكن للمرء أن يتفهّم المعارضين، وخصوصاً في ظل أحداث السبت الأسود، لكن علينا أن ندرك، وأن نستدخل جيداً أن عرب الضفة الغربية والقدس سيظلون تحت سيطرتنا ما دامت إسرائيل لم توافق على حل سياسي شامل. وعلى خلفية الحالة الاقتصادية، والتقديرات التي تفيد بأن الهجمات "الإرهابية" ستزداد وتتفاقم، لا توجد أمامنا خيارات أُخرى سوى تحرير الأموال، والسماح للعمال بالدخول.
- إن التقييمات الصادرة عن المنظومة الأمنية المقدمة للقيادة، تتكئ على سنوات عديدة من الخبرة، والخبرة الطويلة الأمد، وهي نتاج تكرار لعدد لا نهائي من التجارب المماثلة في الماضي لدى جهاز الشاباك. علينا إذاً أن نخاطر، وأن نسمح للعمال، الذين سيخضعون لعملية تمحيص لخلفياتهم الأمنية، بالدخول إلى إسرائيل. وبالاستناد إلى تصريح وزير الدفاع بأن السلطة الفلسطينية هي كنز أمني، ويجب تعزيزها، تبدو خطوتا تحويل الأموال إلى السلطة والسماح بدخول العمال إلى البلد، ضرورتين ملحّتين، فإسرائيل معتادة خوض المجازفات المحسوبة، وهذا ما عليها أن تفعله هذه المرة أيضاً.
- إن تأجيل المناقشات، وتأجيل الحسم في القرارات الصعبة من طرف قيادتنا، هما أمران مقلقان للغاية، ومن شأنهما أن يؤديا إلى نتائج مأساوية في الميدان. حتى لو كان رئيس الحكومة يخاف على استقرار ائتلافه الحكومي، ولو بات من الواضح له أنه سيلاقي صعوبة في أن يحظى بأغلبية تساند قراراته، فعليه أن يسارع، وأن يناقش، وأن يحسم القرارات.
- فيما يتعلق بمسألة المخطوفين، يبدو أن الوقت حان لإطلاق مبادرة علنية شُجاعة، تتعهد فيها إسرائيل وقف القتال لفترة زمنية محددة، وإطلاق سراح عدد كبير من "الإرهابيين"، ودفع يحيى السنوار إلى وضع يجد فيه صعوبة في رفض مثل هذا العرض. لا تستطيع إسرائيل أن تسمح لنفسها بالتخلي عن المبادرة، صبحاً ومساءً، في هذا الصدد، إذ لا يمكن تصوّر نهاية القتال من دون عودة المخطوفين إلى منازلهم. إن الاتصالات السرية تتيح للسنوار خوض مفاوضات مخادعة معنا، وأن يلعب بالوقت، بحسب رغبته. أمّا في لحظة شروعنا في "الحوار" بصورة علنية، فسيضطر الرجل إلى نشر حساباته على الملأ، والتصرف بصورة أكثر عقلانية وحذراً.
- إن الحالة المعنوية الوطنية ليست في ذروتها الآن، هذا إن رغبتُ في التلطف بتوصيف الحال. فما خفيَ أعظم، وكثيرون من الجمهور يخشون من الآتي. فإلى جانب فخرنا بجنودنا الأبطال، هناك قلق خفي كبير مما سيأتي من الشمال، ونتيجة الحالة الاقتصادية، و"الإرهاب" في باحتنا الخلفية، ومما ينتظرنا وينتظر أحبابنا في المستقبل القريب.
- في إمكان قيادة هذا البلد التسبب بمزيد من الهدوء وإشاعة الإحساس بالأمن. على هذه القيادة أن تناقش قراراتها، بجدية، وتنشرها على الملأ للجمهور القلق، مع تقديم مبررات مطمئنة.
الكلمات المفتاحية