الحكومة تريد الاستمرار في الحرب، وليس إعادة الرهائن
تاريخ المقال
المواضيع
فصول من كتاب دليل اسرائيل
مهند مصطفى
أسامة حلبي, موسى أبو رمضان
أنطوان شلحت
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- تخيلوا لو كان المخطوفون مستوطنين. وتصوروا لو كانت المخطوفات شابات في مدارس الصهيونية الدينية، والعجزة هم أيضاً من كبار السن في الصهيونية الدينية، مع كيبا وملابس دينية. هل تعتقدون أن تعامُل الحكومة وداعميها سيكون مختلفاً ؟ لنترك هذا جانباً.
- تخيلوا أن نفتالي بينت كان رئيس الحكومة يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. أو إن أردتم أن تذهبوا إلى أبعد من ذلك، تخيلوا أن يائير لبيد كان رئيس الحكومة في الوقت الذي اخترق الآلاف من عناصر "حماس" الحدود، وأحرقوا فرقة غزة، وأخذوا رهائن، واحتلوا بلدات وكيبوتسات، ووصلوا حتى بلدة أوفاكيم، وأحرقوا منازل، وقتلوا 1200 مواطن، بينهم عجزة ونساء، وخطفوا 240 منهم إلى غزة.
- كانت أبواب جهنم ستُفتح على بينت ولبيد، هذا ما كان سيجري هنا. تخيلوا للحظة إلى أي مستوى كان سيصل بنيامين نتنياهو وداعموه، تخيلوا حجم الغضب والعنف الذي كانوا سيصدرونه في كل لحظة، وتخيلوا تعابيرهم المليئة بالكراهية. تخيلوا يانون ميغال واستوديو "الباتريوتيم" كل مساء يطالبان برأس لبيد على الطاولة. لماذا فقط لبيد؟ العالم كله. أولاً، كانوا سيبدأون بمنصور عباس، ماذا قال نتنياهو؟ "حكومة تتعلق بداعمي ’الإرهاب’، لا يمكنها القتال ضد الإرهاب. حكومة تتعلق بمجلس الشورى التابع للإخوان المسلمين، لا يمكنها الحفاظ على حياة جنودنا". لا، أنت تستطيع.
- لا يوجد أي احتمال لصمود حكومتهم 6 أشهر، وأشك فيما إذا كانوا سيبقون في مناصبهم 6 أيام. فكروا فيما كانوا سيفعلون بهم إذا كان الشمال خالياً من السكان، وتحول إلى شريط أمني واحد كبير يهاجمه حزب الله من دون توقف. وفي الوقت نفسه، يهاجم الحوثيون إيلات بالصواريخ. سأقول لكم ما كان سيحدث: داعمو نتنياهو والمستوطنون والكهانيون كانوا سيحرقون الدولة. لا وحدة، ولا "سننتصر معاً"، ولا "كلنا أخوة"، ولا شيء. كانت ستجري عمليات اعتداء جماعية على العرب وصفوف إعدام لـ"الخونة".
- هناك وجع في القلب بسبب التزام وانصياع عائلات الرهائن، التي وافقت على الصمت حتى الآن، واللعب بحسب قواعد الحكومة. لقد خسرت وقتاً ثميناً. من الصعب التصديق أن الحكومة قررت التخلي عن الرهائن. حتى عندما نقول هذه الكلمات فإن القلب لا يسمح لمعناها بالتغلغل في العقل.
- النقاش بشأن إعادة الرهائن يذكّرنا بالنقاش بشأن السلام. في الحالتين، لن تجد أحداً يطرح نفسه كمعادٍ للفكرة: الجميع يريد استعادة الرهائن، كما أن الجميع يريد السلام. هل ناقشتم يوماً شخصاً لا يريد السلام (أنا أفضّل الحرب على السلام. هكذا أنا)؟ هل رأيتم أحداً يعلن أنه لا يريد عودة الرهائن (أنا أفضّل أن يبقوا هناك)؟
- معارضو السلام، دائماً يريدون السلام، لكن معارضي الصفقة، جميعهم مع إعادة الرهائن، ولكن... ليس بأي ثمن. لا لتحرير "قتلة" تلطخت أياديهم بالدماء، ولا لوقف الحرب. لا يوجد مَن يقول إنه يعارض عودة الرهائن، الجميع يريد عودتهم، هذا واضح. لكنهم ببساطة، غير مستعدين لدفع الثمن.
- وفعلاً، نقول للجميع إن الرغبة معناها أن تكون جاهزاً لدفع الثمن، وأيضاً ثمن عدم الرغبة في دفع الثمن. لا توجد أي قيمة للرغبة المجردة. في هذه اللحظة، معنى الرغبة في إعادة الرهائن وقف الحرب. الحكومة تريد الاستمرار في الحرب، معنى هذا أنها لا تريد إعادة الرهائن. وأنتم؟