إيران كسرت قواعد اللعبة، مرة أُخرى
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

  • تعاملت دولة إسرائيل يوم الثلاثاء، وبمساعدة منظومة الدفاع الجوي الخاصة بها، مع أحد أكثر السيناريوهات تعقيداً، وأكبر تحدٍ واجهناه في تاريخنا. وبحسب النتيجة النهائية، يبدو أننا استطعنا التعامل معه بفضل التجهيز والجاهزية، والتكنولوجيا المتقدمة، والأهم من هذا هم الأشخاص؛ الضباط، والمقاتلون، والتقنيون سوياً، مع الصناعات الأمنية الإسرائيلية الناجحة.
  • وبعد أن تم اختراق "الحاجز الأول" ليلة 14 نيسان/أبريل الماضي، كان من الواضح أن القرار في المرة الثانية سيكون أسهل على إيران، وأكثر سرعة وقوة؛ فالصراعات في منطقتنا بطبيعتها يبدأ فيها التصعيد في المكان الذي انتهى منه في الجولة السابقة، وهذا ما حدث مساء أول من أمس.
  • لقد تعلمنا أن الدفاع ليس كاملاً، وهذا لا يتعلق بمنظومات السلاح وطبقات الدفاع الجوي أو الصواريخ الاعتراضية التي لدينا؛ فدائماً ما كانت هناك نسبة صغيرة جداً لا تتعدى 1% من القذائف تخترق جدار الدفاع وتصيب الأراضي في دولة إسرائيل، والطموح يكمن في تقليل هذه النسبة، وتقليل الضرر في الأشخاص والأملاك إلى قدر الإمكان، كما شهدنا مساء أول من أمس. ومنظومات الدفاع الجوي التي تفعّل التكنولوجيا المتطورة في العالم لا يمكن أن تصل إلى إنجازات كهذه من دون الأشخاص التي تفعّلها؛ أي الرصيد البشري الذي لديه كفاءة، وتدريب وتصميم على تحقيق الهدف بالدفاع عن الدولة وسكانها.
  • وتكمن المعضلة في أنه كلما اصطدمت إيران بجدار كمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، باتت محاولاتها مستقبلاً أكثر قوة، ومركّبة أكثر، وتفرض المزيد من التحديات.
  • واليوم بصورة خاصة، وبعد النجاح، من المهم أن نسأل ونجهز أنفسنا لسيناريو مشابه في المستقبل، عندما تكون لدى إيران قدرات نووية (إن لم توقفها إسرائيل ودول غربية أُخرى).
  • والسؤال بشأن الرد الإسرائيلي ليس "هل"، إنما "متى" و"أين" و"بأي قوة". وهذا الرد يمكن أن يتضمن إمكانات لاستمرار جولة الضربات المتبادلة، وهذه حقيقة تستوجب أن نبقى متأهبين وجاهزين، وذلك لأنه في كل سيناريو سيتوجب على منظومة الدفاع الجوي أن تعمل كما لو كانت المرة الأولى. والتحدي يكمن في المحافظة على مستويات النجاح، كما حدث خلال هجوم الأول من أمس.