خطوة رائعة من بينت ولبيد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • قال منصور عباس [زعيم راعام] في مؤتمر "هآرتس" الأسبوع الماضي: "من المحتمل أن يضطر هذا الائتلاف في مرحلة معينة إلى أن يقرر الذهاب إلى انتخابات، عندها سنحاول العودة إلى النقطة عينها". يا له من زعيم، فمن الأفضل الموت واقفاً على قدميك على العيش راكعاً. لذا فإن خطوة نفتالي بينت ويائير لبيد حل الكنيست هي خطوة رائعة، لأنه لم يعد من الممكن الاستمرار على هذا الشكل، والأكيد لم يكن مجدياً الاستمرار. ولا يقتصر الأمر على استعادة زمام الأمور من يدي نير أورباخ [من حزب يمينا الذي جمد عضويته احتجاجاً على عدم التصويت على تمديد قوانين الطوارىء]، وغيدا ريناوي - زعبي [من حركة ميرتس التي صوتت ضد التمديد بخلاف قرار الكتلة] وميخائيل بيطون [من حزب أزرق- أبيض]. لقد انتهى مجد هؤلاء وغيرهم من اللحظة التي بادر فيها رئيس الحكومة الحالي ورئيس الحكومة المناوب بنفسيهما إلى تقديم الانتخابات، فلا أحد سيهتم بعد اليوم بالتخبط النفسي لغيدا ريناوي - زعبي بشأن قوانين الطوارىء، وللجروح النفسية لميخائيل بيطون بسبب أسعار الباصات، ولمعاناة أورباخ في الكنيست.
  • وهذا لا يعني فقط نقل الثقل والضغط والصداع إلى أعضاء الكنيست من المعارضة - بدءاً من أبطال القائمة المشتركة الذين يشرحون من على صفحات "هآرتس" في كل ثانية ودقيقة أهمية إسقاط هذه الحكومة السيئة، مروراً بأنصار حزب شاس ويهدوت هتوراه الذين ينظرون بهلع إلى الصعود الكبير في استطلاعات الرأي لبن غفير والكهانيين وسموتريتش والحردلين [المستوطنون من الحريديم] (انظروا إلى الهجوم المنظم للحاخام الرئيسي يتسحاق يوسف واتهامه بن غفير بـ"الكفر"، أي بسرقة الأصوات)، وصولاً إلى عدد غير قليل من أعضاء الكنيست من الليكود الذين يتطلعون إلى مقاعد الكنيست المقبل، ويكافحون من أجل الدخول إلى استوديوهات البث المباشر لقناة الكنيست يومياً للدعوة إلى اسقاط الحكومة.
  • فمن شأن حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات، إذا حدثا، أن يسمحا للمعسكر البهلواني "فقط لا لبيبي" أن ينظم نفسه من جديد على حساب إطفاء الحرائق التي لا نهاية لها، والمعاناة المستمرة، والشعور بالذنب الذي يعتري كل أجزائه تقريباً: في اليسار بسبب الإحساس الدائم بالذنب والطهارة الخبيثة، وفي اليمين بسبب الهمس عنهم في المستوطنات بأنهم باعوا الدولة لليساريين والعلمانيين والعرب.
  • ما سيحدث الآن بالنسبة إلى هذا المعسكر هو سلسلة خطوات مرحب بها: لبيد من الوسط - اليسار سيعيَّن رئيسا للحكومة الانتقالية، وهذا المنصب في إسرائيل المجنونة ليس قصير الأجل. وسيعترف الجميع ببينت كرجل محترم يفضل حد السيف واحترام الاتفاقات، وفي إمكان أييليت شاكيد أن تقرر ما الذي يناسبها أكثر بصفتها "محافظة - علمانية – من تل أبيب". كما يمكن لليمين الرسمي المؤلف من بينت وساعر وهندل وهاوزر أن يتوحد في حزب واحد، وأن ينفصل عن كل المنشقين الحاليين والمحتملين الذين لا نهاية لهم في القوائم الحالية. وسيكون على حزب العمل التوحد مع حركة ميرتس، وحتى غانتس وبيطون عليهما أن يحسما أمرهما.
  • في إسرائيل المشرذمة والمتعارضة، ومع غلاء معيشة مجنون وخطر تصعيد أمني دائم، ليس هناك يقين على الإطلاق. فانتخابات جديدة بعد ولاية حكومية لمدة سنة هي كارثة واضحة من ناحية الاستقرار الديمقراطي، لكن إذا حدثت الانتخابات فعلاً سيكون من المهم أن نعرف ما إذا كان في النهاية منصور عباس، الشخص الطيب والحكيم، على حق مرة أُخرى.