من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
تسعى إسرائيل، على خلفية تعثُّر المفاوضات الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني المبرم سنة 2015 بين إيران والقوى العظمى، لحثّ البيت الأبيض على الامتناع من شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات "الإرهابية"، وبالتالي إحباط إمكانية توقيع اتفاق مع إيران.
وعلمت صحيفة "هآرتس" أن حملة الضغط المكثفة، التي أطلقتها الحكومة الإسرائيلية في الولايات المتحدة ضد إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة "الإرهاب" الأميركية، بدأت تؤتي ثمارها، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن بات يدعم الموقف الإسرائيلي بهذا الشأن، بخلاف كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية. غير أن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى ومطّلعين على الاتصالات الجارية مع واشنطن أكدوا للصحيفة أنه قبل إعلان بايدن موقف الولايات المتحدة الرسمي بهذا الخصوص، بوضوح، لا يمكن معرفة قراره النهائي.
وتستعد إسرائيل في الوقت الحالي لسيناريوهين:
الأول، أن تقرر إيران التخلّي عن هذا المطلب في جدول أعمال المفاوضات المعلقة حالياً، وذلك بغية تسريع احتمال التوصل إلى اتفاق والاستفادة من ارتفاع أسعار النفط العالمية، في إثر الحرب الروسية على أوكرانيا، وفي هذه الحالة، ستواجه إسرائيل صعوبة بالغة في إحباط توقيع الاتفاق النووي خلال فترة قصيرة.
والسيناريو الثاني، أن تصرّ إيران على شطب الحرس الثوري من القائمة الأميركية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تأخير الاتفاق على إحياء الاتفاق النووي، وهو ما يقود الأطراف المتفاوضة إلى مزيد من الاختلافات بشأن مسائل أُخرى.
وتشير التقديرات السائدة في إسرائيل إلى أن الإدارة الأميركية عازمة على توقيع الاتفاق، وبناءً على ذلك، فإن إصرار إيران على مواقفها قد يؤدي إلى تحقيق طهران مزيداً من الإنجازات على طول مسار المفاوضات. كما تشير إلى أن واشنطن تُظهر مرونة كبيرة في تمديد المحادثات، على الرغم من التحذيرات الإسرائيلية المتواصلة من أن إيران تعمد إلى تمديد أمد المفاوضات، وهو ما سيسمح لها بالتقدم في برنامجها النووي بالتوازي مع المفاوضات. وأكدت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى أن إدارة بايدن أرجأت مراراً المواعيد التي كانت حددتها لإنهاء المفاوضات ورفعت سقفها الزمني.
وتؤكد التقديرات الإسرائيلية أن إيران استغلت الفترة التي حافظت فيها على اتصالات مع القوى العظمى من أجل مواصلة تعزيز قدراتها النووية، وهذا ما أكده وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس مؤخراً، حين أوضح أن إيران أتمّت تخصيب نحو 50 كيلوغراماً من اليورانيوم بمستوى 60%، وأنها تواصل الدفع قدماً ببرنامجها النووي العسكري بالتوازي مع المفاوضات.
ومع ذلك، وعلى عكس التحذيرات التي أطلقها عدد من المسؤولين الإسرائيليين عشية استئناف المفاوضات بين إيران والدول العظمى، ففي القدس هناك مَن يرى أن تعثُّر المفاوضات في الوقت الراهن يمثل نقطة ضوء بالنسبة إلى إسرائيل، ومن وجهة نظر هؤلاء، يشكل هذا التعثُّر دليلاً على صعوبة التوصل إلى تفاهمات بين أطراف المفاوضات، وقد يؤدي بالمفاوضات إلى طريق مسدود في نهاية المطاف، كما يأمل المسؤولون في إسرائيل.