ثمن ضبط النفس: إسرائيل تخسر المعركة السياسية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • قبل أقل من أسبوعين، قتل "مخرب" فلسطيني من جنين ثلاثة إسرائيليين في بار في تل أبيب. بعد إطلاق النار عليه، وُصف الحدث في عنوان عادي في صحيفة "الغارديان": "القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينياً بعد حدوث تبادُل لإطلاق النار في تل أبيب أدى إلى مقتل شخصين". وهذا عكس الحقيقة. كذلك أحداث الحرم القدسي، يراها الإسرائيليون بعكس ما يراها المسلمون. المهاجم يصبح هو الذي يتعرض للهجوم. وعندما تحاول قوات الشرطة فرض النظام في القدس، تصوَّر كأنها المهاجم.
  • مهما حاولت الحكومات الإسرائيلية ضبط نفسها، ومعالجة الهجمة "الإرهابية" الفلسطينية بوسائل دفاعية فقط، فهي في نهاية الأمر دفعت الثمن على الساحة السياسية. رئيس الحكومة نفتالي بينت ووزير الخارجية يائير لبيد ليسا مؤهلين لمعركة سياسية تقوم على مواجهة. ردة فعل الدول العربية السّنية على الأحداث لم تكن مفاجئة. الأزمة التي نشأت بعد الأحداث، وخصوصاً إزاء الإمارات، هي نوع من هزة أرضية متوسطة القوة. الإمارات لن تشارك في احتفالات ذكرى الاستقلال. الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه بواسطة هجمة "الإرهاب" التي أطلق عليها بينت اسم "موجة إرهاب"، بالإضافة إلى أعمال الشغب في الحرم القدسي والهجوم على مصلين في المدينة القديمة، الفلسطينيون قادرون على تحريك عملية سياسية.
  • لقد وصل بينت ورفاقه إلى لحظة الحقيقة. فمن خلال ردوده على بعض تغريدات الليكود على تويتر، يبدو أن بينت لا يزال في المجال الدعائي، ولم يصل بعد إلى مستوى الزعامة كرجل دولة. الضغط العنيف من الأراضي الفلسطينية الذي يترافق مع الضغط الأميركي، وربما القليل من الضغط الروسي، يحول هذه الحكومة المفككة إلى قناة سياسية.
  • الأردن يتصرف كعادته. كل محاولات المصالحة لم تنفع. الملك عبد الله يتلقى الدفعات السخية من إسرائيل، من وزير الدفاع بني غانتس ومن رئيس الحكومة بينت ويضعها في جيبه، ثم يعود إلى هجماته التي لا تتوقف. في البداية، ضاعفت إسرائيل حصة الأردن من المياه، لكن هذا لم يغيّر علاقة الأردن بإسرائيل - الضعيف تفوح منه رائحة الضعف.
  • لكن المفاجأة غير السارة هي رد الولايات المتحدة التي يقودها وزير الخارجية أنتوني بلينكن. وبدلاً من تقديم الدعم للحكومة الإسرائيلية التي تحاول فرض القانون والنظام، فإذا به يهاجم "عنف المستوطنين" ودخول الجيش الإسرائيلي إلى أراضي "المنطقة أ". وكما يطالب أبو مازن، فإن فتح القنصلية الأميركية في القدس سيُطرح مجدداً على جدول الأعمال. الأميركيون والفلسطينيون يتحدثون عن "أفق سياسي". روسيا المحاصرة على الساحة الدولية ستظهر قريباً أنها لم تنسَ كيف تستخدم الورقة الفلسطينية من أجل الحصول على الشرعية، وربما التسبب بانشقاق الغرب.