في القدس يجب أن يفهموا أن العالم يحبهم وعليهم ألا يفسدوا ذلك
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • لدى دولة إسرائيل وممثليها الرسميين مشكلة لا يعلمون بوجودها. في واشنطن وموسكو وبروكسل، وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك، استُقبلَت حكومة التغيير في إسرائيل بحسب الفهم الطبيعي لمصطلح "تغيير". وهذا الفهم هو الذي أدى إلى موجة الاحتجاجات والإدانات على الساحة الدولية التي توجَّه إلى إسرائيل في هذه الأيام بعد قرارها بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في المستوطنات.
  • على ما يبدو، لا يوجد في إسرائيل وعي كاف للصورة الإيجابية لحكومة التغيير في العالم. لا يهتم مَن في العواصم التي ذكرناها سابقاً قط أن يمثل نفتالي بينت 6 مقاعد فقط. ولا أحد يتابع تصريحات أييليت شاكيد، ولا يقرأ أحد التفسيرات المختلفة لسلوك بني غانتس ونيتسان هوروفيتس.  المهم بالنسبة إلى زعماء دول مركزية معنية بوضع السلام والأمن في العالم هو أنه يوجد في إسرائيل حكومة جديدة يمكن، في تقديرهم، أن تشكل عاملاً يدفع قدماً بالاستقرار في العالم.
  • في أحاديث مع سفراء سابقين ودبلوماسيين رفيعي المستوى في نيويورك برزت تقديرات إيجابية إزاء فرص صمود حكومة التغيير. تُظهر هذه الأحاديث إلى أي حد تهتم أوروبا بوجود حكومة في إسرائيل لا علاقة لها بالإدارة الأميركية السابقة لدونالد ترامب. وهذه التقديرات كانت أيضاً سبباً للاستقبال الحار الذي حصل عليه رئيس الحكومة خلال زيارته إلى واشنطن وموسكو.
  • إلى جانب هذا، هناك إجماع دولي على معارضة الاستيطان وليس من اليوم. هذه المعارضة ظهرت منذ كان رونالد ريغان رئيساً. ومنذ ذلك الحين أصبحت جزءاً لا يتجزأ من السياسة الأميركية الخارجية. أيضاً روسيا تعارض المستوطنات بشدة، والبيان الذي أصدرته لإدانة البناء فيها كان عنيفاً للغايةَ بسبب العلاقة القريبة التي تربط موسكو بالنظام في إيران.
  • قرار البناء في المستوطنات اتُّخذ في توقيت إشكالي للغاية. واشنطن والأوروبيون غاضبون جداً من إيران بسبب وضعها العقبات على طريق استئناف مفاوضات الاتفاق النووي. وتجلى الإحباط حيال سلوك إيران في قمة العشرين التي انتهت الآن.
  • الآن تحولت إسرائيل إلى هدف للانتقادات الدولية وانزلقت إلى وضع يمكن أن يؤدي إلى تآكل مكانتها كدولة مركزية تعارض تحوُّل إيران إلى دولة نووية، ويضعف حججها ضد اتفاق نووي جديد مع إيران.
  • في إسرائيل، الكل مشغول بالتقديرات إزاء صمود الحكومة بعد إقرار الميزانية. في واشنطن وموسكو وبروكسل، وفي مركز الأمم المتحدة في نيويورك، هناك قلق أكثر على مكانة إسرائيل كدولة حيوية من أجل الدفع قدماً بالاستقرار الإقليمي.  قرار البناء في المستوطنات لم يساعد على ضمان هذه المكانة. يجب أن يفهموا في القدس أنهم محبوبون في الساحة الدولية أكثر مما يعتقدون، ويجب عليهم ألّا يفسدوا ذلك.
 

المزيد ضمن العدد 3668