بينت والسيسي بحثا الموضوع النووي الإيراني وسبل إعادة إعمار غزة ولجم "حماس"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

التقى رئيس الحكومة نفتالي بينت يوم الاثنين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمرة الأولى منذ استلامه منصبه. جرى اللقاء في شرم الشيخ على وقع إطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل في الأيام الأخيرة، والجهود التي تقودها مصر لإعادة إعمار غزة منذ جولة القتال الأخيرة.

وبالاستناد إلى مصدر سياسي، بحث الإثنان الموضوع النووي الإيراني، و"العداونية الإقليمية لإيران"، و"تهدئة الوضع في غزة، ومنع تعاظُم قوة حماس" من خلال تشديد الرقابة على معبر رفح، وكذلك قضايا أُخرى، بينها قضية المفقودين في غزة، و"المواجهة مع عناصر الإرهاب العالمي في المنطقة"، والتجارة والسياحة بين مصر وإسرائيل.

وقد صرح بينت في ختام الاجتماع بالتالي: "اللقاء كان مهماً وجيداً جداً. أقمنا بنية تحتية لعلاقات عميقة ولمواصلة الطريق. وبحثنا  سلسلة قضايا  على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي، وكذلك سبل تعميق العلاقة وتعزيز مصالح الدولتين. إسرائيل تقوم بالانفتاح على دول المنطقة، والأساس لهذا هو السلام بين إسرائيل ومصر".

وذكر الناطق بلسان الرئيس المصري أن بينت والسيسي بحثا التطورات على الساحة الدولية، بما فيها القضية الفلسطينية. وأضاف أن السيسي شدد أمام بينت على تأييد مصر لمساعي التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط بالاستناد إلى حل الدولتين لتعزيز الاستقرار والازدهار لكل شعوب المنطقة.

هذه الزيارة هي الزيارة الرسمية العلنية الأولى لرئيس حكومة إسرائيلية إلى مصر خلال العقد الماضي. مع ذلك، في سنة 2018 التقى رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو السيسي على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وفي خطوة خارجة عن المألوف وضعت مصر علم إسرائيل وراء بينت في صورة الاجتماع، بينما لم يوضع علم إسرائيل في اجتماعات نتنياهو وإيهود أولمرت بالرئيس المصري، ويبدو أن هدف هذه الخطوة التعبير عن تقدير الجانب المصري.

بالنسبة إلى بينت، تُعتبر الزيارة مهمة في إطار محاولاته ترسيخ نفسه كزعيم إقليمي مهم وتعزيز قدراته السياسية.  بالنسبة إلى المصريين، اللقاء العلني بين السيسي وبينت يُعتبر آلية مهمة لتعبيد الطريق أمام العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة وتعزيز مكانتهم كوسيط مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

مصدر سياسي قال إن مصر ترى في العلاقات مع إسرائيل والجهود لإعادة إعمار غزة سبيلاً إلى البيت الأبيض، وأضاف: "هم بحاجة إلى هذه العلاقة من أجل تخفيف ضغط المجتمع الدولي على مصر بشأن انتهاكها حقوق الإنسان".

من بين القضايا المركزية التي طرحها بينت في اجتماعه بالسيسي مطالبة إسرائيل من مصر بتشديد رقابتها على المعابر المصرية إلى غزة، ومنع تهريب السلاح والذخيرة. وذكر مصدر سياسي لصحيفة "هآرتس" أن التهريب إلى غزة يقلص إنجازات إسرائيل في عملية حارس الأسوار ويضر بالردع الإسرائيلي لـ"حماس". كما أن أعمال التهريب هذه تسمح للحركة بزيادة  قوتها في  جولة قتال إضافية في مواجهة إسرائيل. وكان بينت طرح مسألة تشديد الرقابة على المعابر مع مصر في لقاءاته في واشنطن قبل بضعة أسابيع، وذلك في محاولة لحمل الإدارة الأميركية  على الضغط على مصر في هذا الموضوع.

بالإضافة إلى ذلك طرحت مصر في الاجتماع الخلاف بينها وبين أثيوبيا بشأن السيطرة على مياه النيل الأزرق. وكانت إسرائيل أوضحت في الأشهر الأخيرة أنها لن تتدخل في الخلاف بين الدولتين.

في الشهر الماضي اجتمع بينت ووزير الدفاع بني غانتس برئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل. وجرى خلال اللقاء بحث موضوعات سياسية وأمنية واقتصادية وعلاقات إسرائيل بمصر، وكذلك موضوع الوساطة المصرية حيال قطاع غزة.