علاقة السعودية بالمواجهات داخل العائلة المالكة الأردنية
تاريخ المقال
المصدر
- لم تتضح الأحداث في الأردن تماماً حتى كتابة هذه السطور، لكن التقارير الرسمية التي نُشرت في الأردن تُظهر سيناريو مؤامرة لها علاقة بالأمير حمزة بن الحسين. من الصعب التصديق أن الأمير كان ينوي القيام بانقلاب لإطاحة الملك عبد الله من الحكم والحلول مكانه، وإذا فكر في ذلك فعلاً، فإن هذا كان محكوماً عليه بالفشل منذ البداية.
- بالاستناد إلى التقارير، ليس هناك أي شخصية عسكرية بين الموقوفين. علاوة على ذلك، شددت التقارير الرسمية على حقيقة أن المقصود شبكة مدنيين "شكلوا تهديداً لاستقرار الأردن وأمنه." الجيش في دول عربية كثيرة، فكم بالأحرى في الأردن، هو أكثر الأطراف قوة، وهو الكيان الذي يتمتع بثقة كبيرة في الدولة (نحو 90%)، وإمكان القيام بانقلاب بواسطة قادة مدنيين مهما علا شأنهم، ضئيل للغاية ومعدوم.
- لذا من المعقول الافتراض أن الأمير حمزة طالب باستعادة منصبه بواسطة أشخاص مقربين منه، بينهم زعماء عشائر وموظفون رفيعو المستوى. حمزة هو ابن الملك الراحل حسين من زوجته الرابعة الملكة نور. قبل موت الملك، وبضغط من زوجته، عُيّن حمزة ولياً لعهد الملك عبد الله. في سنة 2004 عيّن الملك عبد الله ابنه حسين ولياً للعهد بدلاً من حمزة، ومنذ ذلك الحين يحاول حمزة العودة إلى الأضواء ونيل التأييد الشعبي. كما أن علاقته بعشائر البدو معروفة. لكن دعم العشائر له لا يعني بالضرورة عدم ثقة العشائر بالملك عبد الله. ويمكن تفسير مقاطع الفيديو التي نُشرت في 31 آذار/مارس عشية اعتقاله بأنها تأييد له بمناسبة عيد ميلاده الذي يصادف في ذلك اليوم، وهي لا تدل على نيات تآمرية ضد الملك.
- سواء كان المقصود القيام بانقلاب، أو ربما الضغط على الملك عبد الله لإعادة حمزة إلى منصبه السابق كوليّ للعهد، هناك نظريات تتحدث عن وقوف السعودية وراء هذه الخطوة، أو على الأقل تأييدها. أحد المعتقلين الأساسيين الشريف حسن بن زيد هو شخصية مهمة في علاقات النظام الأردني مع العائلة المالكة في السعودية؛ وهو مقرب جداً من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويقضي معظم وقته في السعودية، ويحمل جواز سفر سعودياً. أيضاً الشخصية الرفيعة المستوى الثانية باسم عوض الله، الذي كان مقرباً في الماضي من الملك عبد الله وشغل منصب وزير المال في الأردن، يحمل جوازاً سعودياً. هو أيضاً أجرى اتصالات رسمية، وربما شخصية، بوليّ العهد السعودي.
- على خلفية الأزمة في العلاقات بين النظامين الأردني والسعودي في الفترة الأخيرة، في الأساس بسبب مسألة تطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل، وحل الدولتين ومسألة الأماكن المقدسة في القدس، يمكن أن نفهم لماذا جرى ربط السعودية بهذه المؤامرة. محمد بن سلمان الذي يُعتبر من أشد المؤيدين لترامب، وحاول الدفع قدماً بصفقة القرن - التي عارضها الأردنيون - اختلف مع الملك عبد الله. الوضع الاقتصادي الصعب للأردن حالياً يحرم السلطة الهاشمية من النوم ويزيد المخاوف من عدم الاستقرار السياسي. من الواضح لماذا أي علاقة، سواء كانت جدية أم غير جدية، تدفع الحكم الهاشمي إلى الدفاع عن نفسه.