تخوف في إسرائيل - هل نحن في مواجهة إرهاب بحري إيراني؟
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة

تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.

  • يسود القلق المستوى السياسي والأمني في إسرائيل بعد التفجير الذي لحق بسفينة الشحن MV HELLIOS Ray في خليج عُمان في نهاية الأسبوع. السفينة التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغار وتحمل سيارات، أبحرت من الدمام في السعودية في طريقها إلى سنغافورة، لكن على الطريق، وفي مقابل ساحل مسقط وقع الانفجار.
  • ترك الانفجار ثقبين كبيرين على جانبي السفينة عرضهما متر ونصف المتر، لكن محرك السفينة لم يصب بضرر، فواصلت الإبحار وعادت أدراجها، وفي إمكانها الإبحار إلى مرفأ آمن وإصلاح الضرر.
  • ظروف التفجير ليست واضحة، لكن التقدير في إسرائيل أن التفجير هو عمل مقصود وحدث نتيجة هجوم بصاروخ أُطلق نحو السفينة، أو انفجار عبوتين أُلصقتا بالسفينة بواسطة غواصين في قلب البحر، لأن السفينة أبحرت من السعودية من دون مشكلة.
  • يجري أيضاً فحص إمكان أن ما حدث ناتج عن انفجار لغمين بحريين عائمين. التفجير حدث فوق المياه وليس تحتها. والتقدير في إسرائيل أن إيران هي التي تقف وراء التفجير انتقاماً لاغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، والذي نُسب إلى الموساد الإسرائيلي. بالاستناد إلى مصادر في إسرائيل، رجل الأعمال رامي أونغار مقرّب من رئيس الموساد، وعلى الرغم من أن السفينة تحمل اسماً غير إسرائيلي وترفع علم جزر الباهاماس، إلّا إنه لم يكن هناك أي مشكلة لمعرفة مَن هم أصحاب الباخرة بوسائل علنية.
  • احتمال آخر هو أن الإيرانيين يحاولون الضغط على إدارة بايدن لرفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي من خلال استئناف الهجمات على بواخر الدول الغربية التي تمر في الخليج الفارسي، وسبق أن فعلوا ذلك خلال فترة ولاية الرئيس أوباما.
  • في سنة 2019، حدثت سلسلة تفجيرات لبواخر كانت تعبر الخليج، بينها ناقلات نفط أُصيبت حينها. يومها كذبت إيران ضلوعها، لكن الجيش الأميركي كشف وثائق تُظهر عناصر من "الحرس الثوري" الإيراني وهم يضعون ألغاماً على جانب إحدى البواخر.
  • العلاقات بين إيران والولايات المتحدة ازدادت حدة في نهاية الأسبوع بعد أن أمر الرئيس بايدن، ولأول مرة منذ توليه منصبه، بمهاجمة أهداف تابعة لميليشيات موالية لإيران في سورية رداً على هجمات هذه الميليشيات على أهداف أميركية في العراق، بينها منطقة السفارة الأميركية في بغداد. وبالاستناد إلى تقارير من سورية، قُتل 22 شخصاً في القصف الأميركي على أهداف تابعة لتنظيمين من الميليشيات الموالية لإيران في شرق سورية. إيران وروسيا دانتا العملية.
  • في نهاية الأسبوع أرسل الرئيس بايدن رسالة تحذير إلى إيران من خلال حديثه عن الهجوم الأميركي في شرق سورية وقال: "لا تستطيعون العمل والفرار من العقاب".
  • في أعقاب الهجوم رُفعت حالة التأهب وسط القوات الأميركية في العراق. والتقدير أن هجمات الميليشيات الموالية لإيران على أهداف أميركية في العراق ستستمر، حتى لو هدأت لفترة. يرى الإيرانيون في تنفيذ قرار انسحاب القوات الأجنبية ومغادرتها العراق، والذي اتخذه البرلمان العراقي، هدفاً مهماً جداً. اتخُّذ القرار بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني في مطار بغداد قبل أكثر من عام، واعتبر انسحاب القوات الأميركية من العراق جزءاً من الانتقام الإيراني لاغتيال قاسم سليماني.
  • في العودة إلى تفجير باخرة الشحن التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي، يتخوفون في إسرائيل من أن يكون تفجير الباخرة بداية موجة هدفها التعرض للسفن الإسرائيلية في منطقة الخليج، وأيضاً في البحر الأحمر.
  • من المعقول الافتراض أنه جرى تحذير السفن الإسرائيلية التي تبحر في البحر الأحمر ومنطقة باب المندب من محاولات هجوم عليها بواسطة ألغام بحرية، أو زوارق متفجرة، أومسيّرات ملغومة، أو صواريخ يطلقها المتمردون الحوثيون من اليمن. فالحوثيون هم حلفاء إيران وسبق أن أعلنوا أكثر من مرة أن في استطاعتهم ضرب أهداف إسرائيلية. مؤخراً حاولت إيران الانتقام لمقتل العالم النووي فخري زادة بسلسلة هجمات في الهند وأثيوبيا والسودان.
  • العبوات الناسفة التي انفجرت بالقرب من سفارة إسرائيل في نيودلهي من دون أن توقع إصابات، وفي أثيوبيا وفي السودان، كشفت البنى التحتية الإرهابية لإيران التي خططت للهجوم على سفارة الإمارات رداً على توقيعها اتفاق التطبيع مع إسرائيل. المعلومات الاستخباراتية بشأن هذه البنى التحتية للإرهاب نقلها الموساد الإسرائيلي، وبفضله أُحبطت الهجمات.