نتنياهو: جهود "أزرق أبيض" لإطاحة إدلشتاين ستنسف إمكان إقامة حكومة وحدة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

حذر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من أن أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم تواجه انهياراً وشيكاً إذا لم يتم احتواء انتشار فيروس كورونا، وادّعى أن الفيروس قد يتحول إلى أكبر خطر على البشرية منذ العصور الوسطى.

وجاء تحذير نتنياهو هذا في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس (السبت)، وناشد فيها أيضاً منافسه رئيس تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس الانضمام إليه في حكومة وحدة طارئة من أجل المساعدة في إنقاذ إسرائيل من الفيروس الذي قال إنه يهدد بقتل عشرات الآلاف.

وقال نتنياهو إنه سيشارك "أزرق أبيض" السلطة على أساس متساو تماماً مدة 3 سنوات، لكنه سيصر على أن يشغل هو منصب رئيس الحكومة خلال الأشهر الـ18 الأولى من تلك الفترة، قبل أن يحل غانتس محله.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل التي قامت بإغلاق حدودها في وضع أفضل بكثير من دول كثيرة في كل ما يتعلق بمواجهة انتشار فيروس كورونا، لكنها لا تزال تواجه احتمال وفاة عشرات آلاف الأشخاص، وأكد أن هذه التقييمات ليست حيلة إعلامية.

وقال نتنياهو إن استراتيجيته تهدف أولاً إلى تحديد المصابين بالفيروس وعزلهم، وثانياً، تمكين الأصحاء من الخروج من حالة شبه الإغلاق الحالية والعودة إلى أعمالهم لإنقاذ الاقتصاد. وأقر بأنه في حال استمرار الوضع كما هو عليه في الوقت الحالي، فسيؤدي ذلك إلى تدمير الاقتصاد. وأشار إلى أن القيود الحالية ستبقى سارية المفعول حتى عيد الفصح العبري الشهر المقبل كحد أدنى.

وأكد نتنياهو أن حزبه توصل إلى اتفاق نهائي مع خصمه السياسي "أزرق أبيض"، لتأليف حكومة وحدة وطنية بينهما، لكنه ادّعى أن الأخير يرفض توقيع الاتفاق لسبب غير معلوم. 

وكشف نتنياهو تفصيلات الاتفاق قائلاً: "اتفقنا على تأليف حكومة مناصفة بيننا في كل شيء، في رئاسة الحكومة وفي عدد الوزراء. بمعنى أن أتناوب أنا عن الليكود وغانتس عن أزرق أبيض على رئاسة الحكومة، بحيث يقضي كل واحد منا سنة ونصف السنة في هذا المنصب". وأضاف "أمّا فيما يتعلق بالتشكيلة الوزارية، فقد اتفقنا على تقاسم الحقائب بشكل متساوٍ تماماً فيما بيننا". 

وتابع نتنياهو: "تم التطرق خلال الاتفاق إلى 4 مناصب مهمة: رئاسة الكنيست ووزارة المال، واقترح أزرق أبيض أن يكون هذان المنصبان من نصيبنا، وأن يأخذ هو وزارتي الدفاع والخارجية، لكنني لا أعلم لماذا لم يوقعوا الاتفاق بعد".

كما أشار إلى أن الاتفاق ينص على تعيين وزير العدل بالتوافق، أو بموجب اتفاق تناوب بين الوزير ونائب الوزير.

وعن تأجيل محاكمته، ادّعى نتنياهو أن "المحاكم تعمل بصورة مستقلة. وسأفعل بالضبط ما يأمرني به الجهاز القضائي. ستكون هناك محاكمة وسأحضر، وسأدحض الادعاءات ضدي بسهولة تامة".

والتفت نتنياهو إلى الكاميرا في الاستوديو ودعا غانتس إلى الانضمام إلى حكومة الوحدة الوطنية الإسرائيلية. وتعهّد نتنياهو إخلاء كرسي رئيس الحكومة في نهاية فترته بالتناوب، أي بعد سنة ونصف السنة. ورجّح أن يتم ذلك في أيلول/سبتمبر 2021.

وشن نتنياهو هجوماً حادّاً على الرجل الثاني في "أزرق أبيض" عضو الكنيست يائير لبيد، واصفاً إياه بأنه معتوه، معتبراً أنه هو العائق أمام تأليف حكومة وحدة.

وهاجم نتنياهو أعضاء الكنيست العرب وكرّر وصفهم بأنهم "داعمو الإرهاب"، وأكد أن حكومة الوحدة يمكن أن تضم الجميع باستثناء القائمة المشتركة.

كما تطرّق نتنياهو إلى مساعي "أزرق أبيض" لتشكيل اللجنة المنظمة للكنيست ولانتخاب رئيس جديد للكنيست ليحل محل يولي إدلشتاين [الليكود]، فقال "إنها محاولة للسيطرة تتناقض مع جميع المعايير". وأضاف أن الفكرة من وراء ذلك "هي تعيين رئيس للكنيست وسن قوانين تمنعني من الترشح لمنصب رئيس الحكومة، وهذه قوانين إيرانية مجنونة"؛ وشدد نتنياهو على أن الجهود المستمرة لإطاحة إدلشتاين ستنسف إمكان إقامة حكومة وحدة، وأوضح "إذا كنت رئيساً للحكومة أولاً فأنا أحتاج أكثر من أي شيء آخر إلى رئيس الكنيست ووزير المال".

وتعقيباً على تصريحات نتنياهو هذه، نفى القطب في "أزرق أبيض" عضو الكنيست موشيه يعلون وجود أي اتفاق بين تحالفه وحزب الليكود لتأليف حكومة وحدة وطنية.

وأضاف يعلون في مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مباشرة بعد الانتهاء من إجراء المقابلة مع نتنياهو مساء أمس، أن المطلوب الآن هو تفعيل الكنيست وحماية الديمقراطية من المحاولات الرامية إلى تدميرها.

واتهم يعلون رئيس الحكومة باستغلال أزمة كورونا من أجل البقاء في السلطة والتهرب من المحاكمة.

كما شكّك رئيس "أزرق أبيض" بني غانتس بنيات نتنياهو، وقال في تعليقه على تصريحاته إن "الذي يريد الوحدة لا يعطّل الكنيست".

وقال يائير لبيد في رده على تصريحات نتنياهو: "إن من يريد تأليف حكومة وحدة لا يهدد ويضع مهلة عبر وسائل الإعلام، ولا يستخدم التسريبات، وبالتأكيد لا يضر بالديمقراطية والمواطنين، ولا يعطل عمل الكنيست".