إسرائيل .VS حزب الله: حرب لبنان الثالثة
تاريخ المقال
المصدر
مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية
–
لعدد 1474 (بالإنكليزية)
تأسس في سنة 1993 على يد الدكتور توماس هيكت، وهو من زعماء اليهود في كندا، وكان تابعاً لجامعة بار إيلان، وأُطلق عليه هذا الاسم تخليداً لذكرى اتفاق السلام الإسرائيلي -المصري الذي وقّعه مناحيم بيغن وأنور السادات. يعالج مسائل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني والصراعات في المنطقة والعالم. يميل نحو وجهة نظر اليمين في إسرائيل. كما أصدر المركز مئات الدراسات والكتب باللغتين العبرية والإنكليزية.
- التوتر بين إسرائيل وحزب الله، وكيل إيران في لبنان، وصل إلى نقطة قد تؤدي إلى اندلاع حرب لا يرغب فيها أحد من الطرفين، على الأقل في الوقت الراهن، لكن هذا قد يحدث، سواء نتيجة خطأ في الحسابات أو حدوث تدهور سريع يخرج عن السيطرة.
- الطرفان واجها بعضهما بعضاً في لبنان في الثمانينيات وفي التسعينيات، وأيضاً خلال الـ34 يوماً في الحرب التي دارت في صيف 2006 وانتهت بالتعادل. بالاستناد إلى وثيقة استراتيجية للجيش الإسرائيلي في سنة 2018، في المرة المقبلة التي ستشتبك إسرائيل وحزب الله في حرب، سيحرص الجيش الإسرائيلي على توجيه ضربة قاسية إلى الحزب من أجل تحقيق نصر سريع.
- لن يكون هذا سهلاً. حزب الله ليس لديه مركز ثقل واضح يمكن سحقه، وبالتالي تحقيق نصر سريع وواضح لإسرائيل. كما يحظى الحزب بتأييد واسع من الطائفة الشيعية في لبنان.
- يملك الجيش الإسرائيلي سلاحاً وقوة بشرية أكبر مما يملكه حزب الله، لكن لدى الحزب أكثر من 150 ألف صاروخ موجه إلى إسرائيل. وإسرائيل كلها في مرمى صواريخ الحزب، لكن هذه الصواريخ قد تستهدف أولاً شمال إسرائيل. الكمية الهائلة من الصواريخ لدى حزب الله تعني أن منظومات الدفاع الإسرائيلية مثل القبة الحديدية ستكون قادرة فقط على اعتراض جزء منها. والسبيل الوحيد لوقف إطلاق الصواريخ والقذائف بصورة كاملة، سيكون من خلال شن عملية هجومية واسعة النطاق داخل لبنان.
- يتدرب سلاح الجو الإسرائيلي على القيام بطلعات جوية لتدمير أهداف تابعة لحزب الله، في الأساس صواريخه. لكنه لن يكون قادراً على إنهاء المهمة بنفسه، وخصوصاً إذا أصابت تلك الصواريخ المطارات. قد لا يكون أمام إسرائيل من خيار غير القيام بعملية هجومية برية كبيرة.
- هذا لن يكون شبيهاً بما حدث في سنة 2006، عندما ترددت إسرائيل في القيام بهجوم بري واسع النطاق، خوفاً من وقوع إصابات كبيرة. في الحرب المقبلة ستكون الفكرة معاكسة. بكلام آخر، تقليص الخسائر الإسرائيلية، سواء على الجبهة مع لبنان أم في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، يتطلب بدء الحرب بهجوم بري واسع النطاق.
- يسعى كثيرون في الجيش الإسرائيلي لإثبات استعداد إسرائيل لشن هجوم بري حتى لو كانت كلفته باهظة. والمبدأ هو أن يعلم أعداء إسرائيل بأنها لا تخاف من تعريض وحداتها البرية للخطر، وأنها تفضل دائماً الاعتماد على سلاح الجو. في العمليات العسكرية في قطاع غزة في الفترة 2008-2009، وفي سنة 2014، نفّذت إسرائيل هجمات برية محدودة واعتمدت على سلاح الجو الإسرائيلي.
- لكن يتعين على إسرائيل ألّا تشن هجوماً برياً فقط كي تثبت شيئاً إذا كانت الظروف غير ملائمة. إذا حدثت مواجهة محدودة وأعرب الطرفان عن رغبتهما في إنهائها بسرعة، فإن إرسال قوات برية إلى لبنان سيؤدي تحديداً إلى إطالة الحرب بلا جدوى. وبدء الحرب بهجوم كبير ليس دائماً خياراً صحيحاً.
- الجيش الإسرائيلي قد يتغلغل عميقاً داخل لبنان، ويتقدم عشرات الكيلومترات على الأرض. ربما لن تصل القوات الإسرائيلية إلى بيروت كما فعلت في سنة 1982، لكنها قد تضطر إلى التقدم مسافة أبعد مما فعلته في سنة 2006. عمليات الاختراق البعيدة المدى يمكن ألّا تقوم بها المدرعات بل الهجمات الجوية. وحدات الصدم مثل لواء الكوماندوس الجديد 89 (الذي أقيم في سنة 2015) يمكن أن تهبط من الجو. وستكون هذه عمليات محفوفة بالمخاطر، إذ ستكون القوات الإسرائيلية معزولة وراء خطوط العدو، وتتلقى المساعدة من خلال الطائرات التي ستزودها بالإمدادات وتوفر لها الدعم الناري.
- الجيش الإسرائيلي لن يبقى هناك مدة طويلة. سيكون الهدف تدمير صواريخ حزب الله ثم الانسحاب. سيكون هذا أشبه بغارة واسعة النطاق وليس غزواً. لا ترغب إسرائيل في العودة إلى التسعينيات، عندما تورطت بقتال لا نهاية له في داخل لبنان وكلفها غالياً.
- وحدات النخبة مثل اللواء المدرع 401، ستتقدم على الأرض. الجيش الإسرائيلي سيعتمد على دبابة ميركافا مارك 3 و4، وعلى ناقلات مدرعة ثقيلة (أخزاريت [ومعناها بالعربية المرأة المتوحشة] والنمر، بالإضافة إلى الدبابة القديمة M-113). الشبكة المعقّدة للجيش الإسرائيلي C41 (قيادة، تحكّم، اتصالات، كومبيوتيرات، واستخبارات) ستكون حاضرة، لكن يتعين على الجيش الإسرائيلي ألّا يعتمد عليها كثيراً.
- مسؤولون عسكريون كبار حذروا عدة مرات من الانعكاسات الخطيرة لتحوّل لبنان إلى مركز لإطلاق النار ضد إسرائيل. لقد أخفى حزب الله عن قصد صواريخه في مناطق آهلة. قوة النيران الإسرائيلية التي ستستهدف الصواريخ في هذه المناطق ستؤدي إلى وقوع أضرار جانبية كبيرة.
- إذا فتح حزب الله النار أولاً مستهدفاً مدناً إسرائيلية، فإن هذا سيجبر إسرائيل على الرد فوراً وبصورة كبيرة. ضربة استباقية إسرائيلية ليست مرجحة، على الرغم من أن المفاجأة هي عنصر أساسي للسيطرة على حزب الله على الأرض.
- يتفوق الجيش الإسرائيلي على حزب الله تفوقاً ساحقاً، لكن هذا الأخير يتمتع بعدد من المزايا، في الأساس صواريخه وقذائفه. سيواصل الطرفان محاولة تجنب خوض حرب مكلفة، لكن الحرب ربما تقع على الرغم من إرادة أحد الطرفين أو الطرفين معاً.