قال رئيس القسم القانوني في مجموعة "منتدى كوهيلت" اليمينية يوجين كونتوروفيتش إن السياسة الأميركية حيال المناطق [المحتلة] أصبحت الآن أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، وهي تؤكد أن إقامة اليهود في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] لا تُعتبر جريمة.
وجاءت أقوال كونتوروفيتش هذه تعقيباً على الكلمة المصورة التي وجهها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى المؤتمر الذي عُقد على خلفية تصريحات هذا الأخير بشأن شرعية المستوطنات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] ونظمته مجموعة "منتدى كوهيلت" في "مركز بيغن للتراث" في القدس أول أمس (الأربعاء)، وكرّر فيها موقفه من المستوطنات وأكد أن الإدارة الأميركية الحالية ترفض المذكرة التي تم إصدارها في عهد الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر وعُرفت باسم "مذكرة هنزل" واعتبرت فيها أن إقامة إسرائيل للمستوطنات في المناطق التي استولت عليها سنة 1967 تشكل انتهاكاً للقانون الدولي.
وقال بومبيو: "من المهم أن نتحدث عن الحقيقة عندما تقودنا الحقائق إليها وهذا ما فعلناه. نحن ندرك أن هذه المستوطنات لا تشكل انتهاكاً للقانون الدولي. وبعملنا هذا فإننا ندعم قضية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين".
وأضاف كونتوروفيتش أنه على مدى عقود استُخدمت مذكرة عهد كارتر كمبرّر للسياسات المعادية لإسرائيل على الرغم من أن الإدارات الأميركية اللاحقة رفضت استنتاجاتها. وقال: "إن إعلان الوزير بومبيو في مؤتمر كوهيلت يوضح رفض الولايات المتحدة الشامل للنظرية القانونية التي تنص على أن القانون الدولي يقيّد انتقال اليهود الإسرائيليين إلى المناطق التي قام الأردن بتطهير عرقي لهم فيها سنة 1949".
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو شارك في هذا المؤتمر وألقى كلمة أكد فيها أن قرار المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي فاتو بنسودا فتحُ تحقيق ضد إسرائيل بشبهة قيامها بارتكاب جرائم حرب في الضفة الغربية، بما في ذلك إقامة المستوطنات، لن يمنعها من توسيع أعمال البناء في هذه المستوطنات.
وقال نتنياهو إن إعلان بومبيو هو الرد المناسب على هذا القرار الفاضح للمحكمة الجنائية الدولية. وأضاف أنه على عكس وجهات نظر البعض في المجتمع الأوروبي الذي ينظر إلى إعلان بومبيو كخطوة تبعد السلام، فإن هذا الإعلان يعزّز فرص السلام، لأن السلام يجب أن يستند إلى الحقيقة وليس إلى الأكاذيب.
وتعهد نتنياهو عدم إخلاء أي مستوطنة في إطار أي اتفاق سلام، وقال إن فكرة التطهير العرقي لليهود في الضفة الغربية غير مقبولة ويجب التخلص منها.
وأكد نتنياهو أن مواقف الإدارة الأميركية الحالية المؤيدة لإسرائيل تقدم فرصاً كبيرة، وأعرب عن أمله بفوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بولاية أُخرى في البيت الأبيض.
وتكلم في المؤتمر أيضاً وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت، فتعهد أن يدفع قدماً بخطوات ضم مناطق ج في الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وقال بينت إنه بصفته وزيراً للدفاع بدأ بانتهاج سياسة تعتبر مناطق ج ملكاً لدولة إسرائيل.
كما ألقى وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس كلمة في المؤتمر قال فيها إن لإسرائيل حقاً تاريخياً في توطين الضفة الغربية، ودعا إلى ضم غور الأردن.