ترحيب إسرائيلي وتنديد فلسطيني بإعلان بومبيو أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تتعارض مع القانون الدولي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر أن المستوطنات الإسرائيلية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] تتعارض مع القانون الدولي.

وقال بومبيو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام الليلة الماضية، أنه بعد قيام الإدارة الأميركية بدرس جميع جوانب النقاش القانوني بعناية قررت أن تعلن أن وجود مستوطنات إسرائيلية في أراضي الضفة الغربية لا يتعارض بحد ذاته مع القانون الدولي.

وحتى الآن كانت السياسة الأميركية تعتمد، من الناحية النظرية على الأقل، على رأي قانوني صادر عن وزارة الخارجية سنة 1978، ويعتبر أن إقامة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية [المحتلة] يتعارض مع القانون الدولي.

ورحّب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بهذا التحول في الموقف الأميركي، واعتبر أن ذلك يصحح خطأ تاريخياً.

وأضاف نتنياهو في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، أن هذه السياسة تعكس حقيقة تاريخية بأن اليهود ليسوا مستعمرين أجانب في يهودا والسامرة، وأشار إلى أن اليهود يدعون يهوداً لكونهم شعب يهودا.

وحيّا رئيس تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس الإدارة الأميركية على هذا الإعلان المهم، وأكد أنه يشير مرة أُخرى إلى دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل والتزامها أمن إسرائيل ومستقبلها في الشرق الأوسط.

وأضاف غانتس في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن مصير المستوطنات والسكان اليهود في يهودا والسامرة يجب أن يُحدَّد في اتفاقيات تلبي متطلبات أمن إسرائيل، ويمكنها الدفع قدماً بالسلام الذي يخدم الجانبين، وتعكس أيضاً الواقع في الميدان.

في المقابل، قالت حركة "السلام الآن" المناهضة للاستيطان إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخدم بهذا الإعلان مصالح اليمين المتطرف في إسرائيل.

وأضافت الحركة في بيان صادر عنها أن أي إعلان لن يغيّر حقيقة أن المستوطنات في الضفة الغربية أقيمت في أراض محتلة خلافاً للقانون الدولي، وتشكل عقبة أمام السلام. وأكدت أن ترامب كان ولا يزال وسيطاً غير صادق يخدم رؤية اليمين المتطرف على حساب الأغلبية المعتدلة من السكان الإسرائيليين.

وأعرب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن استهجانه الشديد لتصريحات وزير الخارجية الأميركي اعتبار الاستيطان في الضفة الغربية لا يخرق القانون الدولي.

وقال عريقات في بيان صادر عنه، إن الإدارة الأميركية تضع نفسها في صف غلاة المستوطنين وتدافع عن المصالح الاستيطانية الخاصة لبعض مسؤوليها.

وأكد الناطق بلسان حركة "حماس" حازم قاسم أن تصريحات بومبيو تشكل مخالفة صارخة لكل مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتأكيداً جديداً لمشاركة الإدارة الأميركية في العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه.

وقال قاسم في بيان صادر عنه إن إقامة هذه المستوطنات هي جريمة حرب حقيقية، فالاحتلال طرد أصحاب الأرض الأصليين من الشعب الفلسطيني، ثم سرقها وأقام عليها مستوطنات بالقوة، وجاء بسكان من أصقاع الأرض. وأضاف أن هذه المستوطنات كما الاحتلال غير شرعية.

واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أن الإعلان الأميركي هو تصريح استعماري وعدائي فاقد لأي شرعية، ودليل جديد على الوجه الأميركي القذر في دعم الاحتلال والإرهاب. ودعت إلى الرد بتصعيد المقاومة ضد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، وبعقد لقاء وطني ينهي الانقسام ويعيد توجيه كل الطاقات الشعبية والوطنية نحو مواجهة الاحتلال.

 

المزيد ضمن العدد 3207