مهمة الجيش الإسرائيلي منع الكشف عن نقاط ضعف يمكن أن يستغلها حزب الله
تاريخ المقال
المصدر
- مقابل الهجوم في سورية الذي كان هدفه إحباط عملية هجوم، فإن عملية الطائرتين المسيّرتين في بيروت التي نسبها حزب الله إلى إسرائيل، كانت موجهة بحسب "التايمز" اللندنية لضرب منشأة تخزين أدوات من أجل مشروع الصواريخ الدقيقة. وبحسب التقرير المفصل المقصود هو جهاز خاص - خلاط الغرض منه تحسين أداء محرك الصواريخ، وتحسين قدرته على الاصابة الدقيقة بصورة كبيرة جداً.
- يتبين من التقرير الذي يبدو موثوقاً، أنه جرت إصابة هذا الخلاط، أي إصابة دقيقة وجراحية جداً من دون وقوع أضرار كبيرة في المكان وإصابات. يمكن الافتراض أن المهتم بضرب هذه المنشأة، ولديه القدرة الاستخباراتية لتحديد مكانها، يملك في سلة أدواته وسائل أقوى لتدمير هذه المنشأة من استخدام الطائرات المسيّرة.
- كما هو معروف، كشف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في خطابه في الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي عن مكان مصانع الصواريخ الدقيقة التابعة لحزب الله في بيروت. هذه العملية، على الأقل بحسب التقرير في "التايمز" العملية لم تكتف بكشف مواد استخباراتية، وإلى جانب توسيع ساحة المواجهة مع تزايد قوة الحرس الثوري والمحور الشيعي في المنطقة، هدفت أيضاً إلى رفع محاربة مشروع الصواريخ الدقيقة لإيران وحزب الله في لبنان درجة أخرى.
- قرار الجيش الإسرائيلي تقييد حركة المركبات في المناطق المكشوفة لتهديدات مختلفة من المنطقة اللبنانية من قبل حزب الله، هو في الواقع جزء صغير ظاهر للعيان من استعداد أوسع بكثير لمواجهة ما يعطى له الآن معقولية عالية جداً - عملية انتقامية من قبل حزب الله رداً على الأحداث الأخيرة في الشمال.
- يركز الجيش حالياً على القيام بعمليات دفاعية على طول الحدود، لكن الجهود والموارد الكبيرة تركز على الاستخبارات في محاولة لإحباط عملية أو هجوم يشنه حزب الله ضد قوات الجيش الإسرائيلي، مع التركيز على منطقة الحدود مع لبنان. بالنسبة إلى القوات العاملة، هناك بالإضافة إلى الهدف الواضح للدفاع عن الحدود وعن سكان الشمال، مهمة إضافية هي بقدر الممكن منع الكشف عن نقاط ضعف يمكن أن يستغلها حزب الله لمصلحته في مهاجمة مقاتلي الجيش المتمركزين في منطقة الحدود.
- في أوضاع من هذا النوع، بخلاف التوجه الطبيعي إلى رفع عديد القوات على طول الحدود، فإن العقيدة العملانية المألوفة هي تحديداً تقليص الوجود العلني لقوات الجيش، وكسر الوتيرة العملانية التي يعرف حزب الله بالتأكيد أجزاء منها، وتركيز أساس العمليات العملانية على طول الحديد في أداء بعيد عن الأنظار من خلال تقليص العمليات الإدارية بأكبر قدر ممكن.
- تدل تجربة الماضي على أن هذا الواقع يمكن أيضاً أن يستمر أياماً عديدة، بينما يدور فيه بين الطرفين نوع من حرب أدمغة وجمع متبادل للمعلومات. من المتوقع أن يبحث حزب الله في الأيام القادمة عن هفوات المستويات التكتيكية على الأرض لتدفيع إسرائيل ثمناً للعمليات الأخيرة المنسوبة إليها. بالإضافة إلى مسؤولية رئيس الحكومة ووزير الدفاع بنيامين نتنياهو، وقيادة الجيش والمؤسسة الأمنية، هناك أيضاً مسؤولية كبيرة للمستويات التكتيكية. ويمكن أن تكون لأخطاء عملانية على الأرض انعكاسات أيضاً على المستوى الاستراتيجي، وهناك مهمة غير بسيطة أمام القوات، وهي منع حزب الله من تحقيق إنجاز عملاني.
- مهمة الدفاع هي مهمة معقدة جداً، حتى عندما يكون الطرف المدافع هو الأقوى. الفرضية التي تنطلق منها العقيدة العسكرية هي أن خط التماس لا يمكن أن يُخترق. في إطار هذه العقيدة، التي تستند بصورة عامة إلى قتال جيش في مواجهة تنظيم شبه عسكري يستخدم أسلوب حرب العصابات، فإن ترجمتها في الوضع الراهن يمكن أن تكون القيام بهجوم ناجح ضد قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة، من دون التسلل إلى أراضي إسرائيل، كما جرى مثلاً في الهجوم بصواريخ الكورنيت في 2015، الذي سقط فيه الرائد يوحاي كلينغل والرقيب أول دور حاييم نيني. في هذا الشأن الكثير سيعتمد على نوعية الاستخبارات التي حتى الآن أثبتت مستوى عال أيضاً في المواجهة ضد حزب الله.
- ثمة معضلة مهمة يمكن أن تواجه القيادة عندنا، عندما تنجح الاستخبارات الإسرائيلية في الحصول على المعلومة الذهبية، أين وكيف سيجري إحباط هجوم محتمل. بالطبع يجب أن يتقدم أمن المدنيين والمقاتلين على طول الحدود على أي اعتبار آخر، لكن أيضاً طريقة العمل والإحباط يُتوقع منها أن تكون محسوبة، بحيث ألا تسمح لحزب الله باستغلالها لمصلحته في عرض عملية الإحباط كعملية هجومية من قبل إسرائيل.
- مؤخراً تنتهج القيادة الأمنية - السياسية عندنا خطاً أكثر صقرية بتوسيع منطقة العمليات ضد الحرس الثوري والمحور الشيعي في المنطقة، كما تجلى ذلك علناً في الأساس، بحسب تقارير أجنبية، في توسيع العمليات أيضاً إلى العراق. مع ذلك، فإن التعليمات التي أُعطيت إلى المؤسسة الأمنية هي تنفيذ العمليات من دون الوصول إلى حالة حرب.