إعلان رئيس القائمة المشتركة أنه منفتح على فكرة الانضمام إلى ائتلاف حكومة وسط - يسار برئاسة "أزرق أبيض" يثير ردات فعل مؤيدة ومعارضة من جميع ألوان الطيف السياسي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أثار إعلان رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة أنه منفتح على فكرة الانضمام إلى ائتلاف حكومة وسط - يسار برئاسة رئيس تحالف "أزرق أبيض" عضو الكنيست بني غانتس ردات فعل من جميع ألوان الطيف السياسي.

وجاء إعلان عودة هذا في سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" ونشرت مقتطفات منها أمس (الخميس) ونُشرت كاملة اليوم (الجمعة).

ووضعت الصحيفة كعنوان للمقتطفات اقتباساً لعودة قال فيه إنه سيكون على استعداد للانضمام إلى حكومة وسط - يسار في حال قيامها بتلبية عدة شروط.

وحين سُئل عودة عن توقيت مشاركة القائمة المشتركة في ائتلاف كهذا، قال إن هذا سيكون بشروط وهي إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وأضاف: "إننا لن نكون في ائتلاف إذا كان المواطنون العرب مواطنين من الدرجة الثانية، وضمن ذلك يجب القيام بما يلي: أ. إلغاء قانون القومية الإسرائيلي؛ ب. إلغاء قانون كمينتس [الذي ينص على وجوب هدم المنازل العربية التي أقيمت من دون ترخيص] وتوسيع مسطحات الأراضي وإلغاء هدم البيوت؛ ج. اعتماد خطة حقيقية وناجحة لاستئصال العنف والجريمة؛ د. إقامة مدينة عربية ومستشفى رسمي في مدينة عربية وجامعة عربية؛ هـ. تخصيص ميزانيات للسلطات المحلية العربية". كما أكد وجوب قيام هذا الائتلاف بتحقيق العدل الاجتماعي لكل المواطنين وللفقراء العرب واليهود.

ولم يعلق رئيس تحالف "أزرق أبيض" غانتس على تصريحات عودة، لكن أعضاء الكنيست يائير لبيد وغابي أشكنازي ويوعز هندل من التحالف استبعدوا احتمال قيام شراكة مع القائمة المشتركة.

وقال لبيد إن حزب حداش بزعامة عودة متحالف مع حزب بلد الذي يمثل عصبة من الكارهين لإسرائيل الذين لا يعترفون بالدولة اليهودية.

وقال أشكنازي إنه لا يمكن التحالف مع الأحزاب العربية التي لا تعترف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي.

وقال هندل إن تحالف "أزرق أبيض" سيقوم بتأليف حكومة وحدة موسعة تشمل حزب الليكود لكنه لن يجلس مع الأحزاب العربية التي تنفي بصورة أساسية وجود إسرائيل كدولة يهودية.

كما أعرب عضو الكنيست من بلد إمطانس شحادة عن رفضه لتصريحات عودة، وقال في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن التغيير الذي يسعى بلد والقائمة المشتركة له هو المساواة المدنية المشتركة ودولة ثنائية القومية وليس الجلوس في ائتلاف مع حزب يعامل المواطنين العرب مرة تلو الأُخرى على أنهم مواطنو درجة ثانية. وأضاف أن موقف بلد في هذا الشأن واضح، وهو عدم الانضمام إلى ائتلاف مع جنرالات وعنصريين ومجرمي حرب.

وقال رئيس حزب تعل عضو الكنيست أحمد الطيبي إن على القائمة المشتركة أن تسعى للتأثير على صنع القرار من خلال التعاون من أحزاب أُخرى لمنع تأليف حكومة يمين في مقابل الموافقة على بعض المطالب، لكن الدخول إلى الحكومة ليس مطروحاً على الطاولة.

وأضاف الطيبي أن غانتس يسعى لحكومة وحدة مع الليكود، وأكد أن القائمة المشتركة ستكون بمثابة معارضة شرسة لهذه الحكومة.

وسارع حزب الليكود إلى استغلال تصريحات عودة لشن هجوم على تحالف "أزرق أبيض".

وأكد وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان أنه بات واضحاً الآن أن كل من يصوت لـ"أزرق أبيض" سيحصل على حكومة يسار متحالفة مع مؤيدين للإرهاب.

وقالت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف إن تصريحات عودة هي بمثابة نذير لدولة ثنائية القومية تعلن نهاية الدولة اليهودية والديمقراطية.

وأكد حزب الليكود في بيان صادر عنه أن تصريحات عودة توضح أكثر من أي وقت مضى أن غانتس سيؤلف حكومة يسار مع الأحزاب العربية.

وقال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان إن تصريحات عودة هي جزء من تعاون خطر بين القائمة المشتركة والليكود.

وكتب ليبرمان في بيان نشره في صفحته الخاصة على موقع "فايسبوك" أن "إسرائيل بيتنا" لن يوافق على أي نوع من التعاون مع عودة والقائمة المشتركة. وأضاف: "إن عودة الذي أعرب مرة تلو الأُخرى عن دعمه لحماس وحزب الله وكل أعداء إسرائيل، ينتمي إلى البرلمان في رام الله وليس في الكنيست".

في المقابل رحبت أحزاب اليسار بتصريحات عودة.

وقال رئيس تحالف "المعسكر الديمقراطي" بين حزب ميرتس وحزب "إسرائيل ديمقراطية" بزعامة رئيس الحكومة السابق إيهود باراك، نيتسان هوروفيتس، في تغريدة نشرها على "تويتر" إنه لن يكون هناك مستقبل من دون شراكة يهودية- عربية ولهذا السبب تُعتبر كلمات عودة مهمة على أمل أن تنضم الأجزاء الأُخرى في القائمة المشتركة إليه.

وانتقد هوروفيتس تحالف "أزرق أبيض" لرفضه فكرة الائتلاف مع أحزاب عربية.

كما رحب التحالف بين حزبي العمل و"غيشر" بتصريحات عودة. وقال رئيس التحالف عضو الكنيست عمير بيرتس في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] إنه إذا كانت الأحزاب العربية توافق حقاً على الانضمام إلى حكومة صهيونية فهذه تُعتبر خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة إلى إسرائيل. وانتقد رفض تحالف "أزرق أبيض" الاقتراح، واصفاً إياه بأنه غير مسؤول.