ليبرمان المسيح الجديد لليسار
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- كيف سيبدو الكنيست المقبل؟ يبدو أن الاستطلاعات الأخيرة لا تسمح لنا بمعرفة ذلك، لكن يمكن أن نستنتج منها أن ليبرمان لم يعد يُعتبر من "الشركاء الطبيعيين" لبنيامين نتنياهو، بل بحسب نحميا شتراسلر ("هآرتس" 9/7) هو "قاتل الملك". ويضعه هذا في موقع ابتزاز نادر، وفي زمن فقدان الذاكرة، فإن هذا كاف لتتويجه المسيح المنتظر لمعسكر الوسط- اليسار.
- وشخص مثل ليبرمان لن يضيّع الفرصة. الرجل الذي كان طوال 30 عاماً موجوداً في حكومات ليكودية – حريدية، فجأة يتخوف من دولة الهلاخاه... من المحتمل أن ليبرمان قرر أن عصر نتنياهو انتهى، وسيكون هو آخر من يطعنه. وسيكون ذلك نهاية ملائمة لمسرحية شكسبيرية، لكن ما يجري هو مأساة إسرائيلية، أو ملهاة. ليس عبثاً الافتراض أنه في لحظة الحقيقة سيأخذ ليبرمان مقاعد اليساريين الذين صوتوا مع "فقط ليس نتنياهو"، و"فقط ليس شاس"، ويقترح نتنياهو رئيساً للحكومة، ويدخل إلى حكومته مع إمكان مساومة كبيرة.
- نجح ليبرمان في فعل ما يحاول أن يفعله نتنياهو الآن، التهرب من رعب المحاكمة، بواسطة مستشاره القانوني، يهودا واينشتاين، الذي ماطل سنوات في القرار المتعلق بملفه. لكن حتى نتنياهو لا يستطيع أن يلوّح بالشهود الذين ماتوا بطريقة غامضة، واستخبارات، وشرطة، والسفير في بيلا روسيا الذي نقل إليه معلومات عن التحقيق ضده.
- لقد أتقن ليبرمان أيضاً التحريض ضد العرب من مواطني إسرائيل. لقد بنى نفسه على فكرة "لا جنسية من دون ولاء"، وعلى نقل المواطنين العرب إلى السلطة الفلسطينية، ولا تزال السياسة الإسرائيلية تحاول التأقلم مع نسبة الحسم المرتفعة، محاولته السابقة للقضاء على الأحزاب العربية.
- لقد كان ليبرمان سموتريتش [عضو حزب البيت اليهودي المعادي للعرب] العقد الماضي. منذ ذلك الحين يظهر كل يوم تقريباً عنصري جديد. من الصعب أن يتميّز، ومن الواضح لماذا اختار ليبرمان الانتقال إلى سوق أقل تنافساً. ناخبوه الجدد توقفوا عن التأثر بعنصريته ورائحة الفساد التي تفوح منه. لقد تغير مستوى حساسيتنا، وأيضاً المستوى المعياري.
- ولاية إضافية لنتنياهو هي على ما يبدو كل ما يقف بيننا وبين تحوّل الديمقراطية الإسرائيلية إلى النموذج الأردوغاني. يبدي دونالد ترامب حيال نتنياهو نفس المودة التي يبديها حيال كيم جونغ أون، مع شيك مفتوح من البيت الأبيض، ويطالبون في اليمين العميق بضم المناطق.
- لقد كان ليبرمان ولا يزال أحد أكثر الشخصيات المريبة والحقيرة في السياسة الإسرائيلية، وتدل شرعيته المتأخرة على المستوى المنحدر الذي وصلنا إليه، وعلى ما بقي من القيم التي نضعها للزعامة هنا.