مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى: على الرغم من إطلاق النار من غزة، فإن توسيع التسهيلات للقطاع سيتم، بما في ذلك توسيع منطقة الصيد وتحويل المنحة القطرية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

أكدت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أمس (الأحد) أنه على الرغم من إطلاق النار من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، فإن توسيع التسهيلات للقطاع سيتم، ابتداء من اليوم (الاثنين) بما في ذلك توسعة منطقة الصيد.

وأشارت هذه المصادر إلى أنه من المتوقع أن تصادق إسرائيل هذا الأسبوع أيضاً على تحويل المنحة القطرية إلى غزة كجزء من اتفاقات سابقة بينها وبين حركة "حماس" بوساطة مصرية وقطرية. وبالإضافة إلى ذلك تدرس إسرائيل المصادقة على زيادة هذه المنحة، بعد أن أعربت قطر عن استعدادها لزيادة المبلغ المُحوّل إلى غزة ليصل إلى 40 مليون دولار.

وأُطلقت أمس قذيفة صاروخية من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل لكنها سقطت في القطاع، وسُمعت صافرات الإنذار في عدة مستوطنات إسرائيلية قريبة من منطقة الحدود، وسمع السكان انفجاراً كبيراً.

وأعادت إسرائيل أمس فتح معبري إيرز [بيت حانون] للمشاة وكيرم شالوم [كرم أبو سالم] التجاري بين قطاع غزة وإسرائيل على الرغم من إطلاق صواريخ من القطاع خلال الليلة قبل الماضية. وتم إغلاق المعبرين يوم الاثنين الفائت بعد إطلاق صاروخ من القطاع في اتجاه وسط إسرائيل، وهو ما أدى إلى تدمير منزل وإصابة 7 أشخاص بجروح.

والتزمت إسرائيل إعادة فتح المعبرين بعد قيام "حماس" بكبح العنف خلال تظاهرة ضخمة في منطقة الحدود مع القطاع أول أمس (السبت)، بحسب اتفاق وقف إطلاق نار غير رسمي تم بوساطة مصرية في إثر أسبوع عنيف. وواجه الالتزام الجديد بالتهدئة تحدياً صباح أمس نتيجة إطلاق 5 صواريخ من غزة في اتجاه إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار في منطقة المجلس الإقليمي "إشكول". وقام الجيش الإسرائيلي بقصف موقع تابع لـ"حماس" رداً على إطلاق الصواريخ.

وأعربت إسرائيل و"حماس" أول أمس عن الرضا عن تجنب العنف نسبياً خلال التظاهرات الضخمة عند منطقة الحدود. وقال مسؤول في "حماس" إنه يمكن للطرفين التوصل إلى تفاهمات بشأن تهدئة طويلة المدى خلال أيام.

وشارك 40.000 فلسطيني في هذه التظاهرات التي جرت في يوم الأرض الذي تصادف فيه أيضاً ذكرى مرور سنة على انطلاق "مسيرات العودة وكسر الحصار" الأسبوعية. وألقى بعض المتظاهرين القنابل في اتجاه السياج الأمني، وقام البعض الآخر برشق جنود بالحجارة وإحراق إطارات.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 3 شبان فلسطينيين قُتلوا خلال هذه التظاهرات وإن 300 آخرين أصيبوا بجروح. وقُتل شاب فلسطيني رابع بالرصاص في ساعات الصباح الباكر قبل التظاهرة الرئيسية في أثناء محاولته الاقتراب من السياج الحدودي خلال تظاهرات ليلية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الجنود ردوا بوسائل تفرقة التظاهرات وإطلاق نيران حية، وأشار إلى بقاء معظم الفلسطينيين المشاركين في التظاهرات بعيدين عن الحدود. وأكد أن "حماس" كانت تعمل فعلياً خلال التظاهرات لإبعاد المتظاهرين عن السياج الحدودي بحسب التفاهمات المفترضة مع إسرائيل.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي رونين منيليس إن "حماس" عملت بانضباط لم يكن له مثيل في السنة الأخيرة. وأضاف أن القوات الإسرائيلية شاهدت انتشار المئات من أفراد "حماس" وهم يرتدون سترات برتقالية للعزل بين المتظاهرين والسياج ومنع الحشود من محاولة اجتياح منطقة الحدود.

وأكد منيليس أن عدة أسباب أدت إلى هذه النتيجة منها الاستعداد والانتشار المكثف لقوات الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود، والجهود التي بذلتها "حماس" لضبط النفس ومنع العنف، والتنسيق المصري الذي أدى دوراً مهماً. وأشار إلى أن أفراداً من الوفد الأمني المصري راقبوا التظاهرات ميدانياً وكانوا على اتصال مع الجانب الإسرائيلي طوال ساعات اليوم. 

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن إسرائيل راضية عن مبادرات الوساطة المصرية التي ساهمت في التهدئة النسبية خلال تظاهرات يوم الأرض في غزة. ونسب التهدئة أيضاً إلى السياسة الإسرائيلية التي شملت هجمات جوية قوية وتحذيرات شديدة لـ"حماس" وانتشار ضخم لقوات الجيش.

في المقابل قال نائب قائد "حماس" صالح العاروري إن هناك احتمالاً جيداً للوصول إلى تفاهمات خلال الأيام القليلة القريبة المقبلة.

وأضاف العاروري في مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة "الميادين" أول أمس، أن هذه التفاهمات التي تشمل هدنة طويلة المدى لا تعني وقفاً للمقاومة. وأشار إلى أن هدف حركته هو كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ سنة 2007.