كهانا يعود إلى الكنيست
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • شهوة بنيامين نتنياهو إلى السلطة ليس لها حدود. جهوده الكثيرة والضغط الذي مارسه على حزب البيت اليهودي والاتحاد القومي - بما في ذلك وعوده بإعطائهما وزارتي التعليم والإسكان، ومقعدين في المجلس الوزاري المصغر، وتحصين مكان مضمون لمندوب حزب البيت اليهودي في قائمة حزب الليكود- أعطت ثمارها. فقد استجاب رئيس البيت اليهودي، الحاخام رافي بيرتس، إلى دعوة نتنياهو لخوض الانتخابات في قائمة مشتركة مع حزب "قوة يهودية"، المؤلف من أتباع الحاخام مئير كهانا [مؤسس حركة "كاخ" العنصرية والمعادية للعرب]. بالأمس أكد مركز حزب البيت اليهودي الاندماج. حزب قوة يهودية وافق على التسوية التي سيحصل من خلالها على المقعدين الخامس والثامن في القائمة الموحدة. بهذه الطريقة، وبرعاية رئيس الحكومة المستعد للتضحية بأي قيمة، ولتدمير أي مؤسسة في صراعه من أجل تحصين حُكمه، يعود أتباع مئير كهانا إلى الكنيست، وهم يركبون، مثل المسيح، حمار الصهيونية الدينية.
  • لقد مُنع حزب كهانا "كاخ" الذي رفع لواء شعار طرد العرب "من أرض إسرائيل كلها" من خوض الانتخابات في سنة 1988، بسبب برنامجه الانتخابي الذي يحرّض على العنصرية. حدث ذلك بعد أن كان كهانا عضو كنيست خلال السنوات 1984-1988. وبعد المذبحة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين في الحرم الإبراهيمي في سنة 1994، أعلنت الحكومة أن حركتي كاخ وكهانا حي هما تنظيمان إرهابيان ومحظوران. حركة "كاخ" موجودة على قائمة التنظيمات الإرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. لكن كل هذا لا يغير شيئاً لدى نتنياهو المُصرّ على الفوز بأي ثمن.
  • حزب قوة يهودية هو البيت السياسي الذي أقامه أتباع كهانا، وتلامذته ومعجبوه. هم كارهون متطرفون للعرب، يؤمنون بالتفوق اليهودي، بمن فيهم مؤسس حركة "لاهافا" [منظمة صهيونية إسرائيلية يمينية متطرفة لها حضور قوي في المستوطنات]. استجاب الكهانيون إلى "نصيحة" حاخامي الحزب - الحاخام دوف ليؤر، والحاخام شموئيل إلياهو، والحاخام يهودا كروزير - الذين ادّعوا أنه يجب قبول التسوية لأن مصير أرض إسرائيل هو المطروح على المحك.
  • أيضاً بالنسبة إلى حزب البيت اليهودي، الاندماج هو خطوة متطرفة. أعضاء رفيعو المستوى في الحزب، بينهم موتي يوغاف، مارست ضغوطاً كبيرة على الحاخام بيريتس كي لا يوافق على الاندماج. الصحافية يعفات أرليخ التي تشغل المقعد الثالث في القائمة قالت إن الأغلبية في الحزب تعارض خوض الانتخابات في قائمة مشتركة وإن مركز الحزب لن يوافق على ذلك. [تجدر الإشارة إلى أن أرليخ أعلنت اليوم انسحابها من الانتخابات احتجاجاً على خوض الانتخابات في قائمة واحدة مع قوة يهودية]. ودليل على مدى سوء الكهانيين، أنه حتى رئيس حزب الاتحاد القومي بتسلال سموتريتش، القومي العنصري، يعارض الانضمام.
  • كم هو مثير للسخرية أن الحزب الذي احتكر لنفسه مصطلح "القيم" حوّل نفسه إلى الباب الأمامي لدخول العنصريين الحقيرين والقوميين العنيفين. كل الكلام عن الحاجة إلى "كتلة تقنية" والتذرع بالحاجة إلى "منع خسارة كتلة اليمين للمقاعد" لن ينجح في طمس الاختيار "القيمي" للصهيونية الدينية ونتنياهو وكتلة اليمين.

إنه دليل تقشعر له الأبدان على الاتجاه الذي يسير نحوه اليمين مع فوز  نتنياهو. لقد أعلنت رئيسة حركة ميريتس، تمار زندبرغ، أنه إذا تشكلت الكتلة - فإن ميريتس ستقدم اعتراضاً إلى اللجنة المركزية للانتخابات تطلب منها إبطالها. يجب منع حزب قوة يهودية من خوض الانتخابات.