صعود غانتس في استطلاعات الرأي يحول الانتخابات إلى مواجهة بينه وبين نتنياهو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • بعد يوم واحد من الخطاب السياسي الأول لبني غانتس، جن جنون استطلاعات الرأي. وبالاستناد إلى أربعة استطلاعات نُشرت أمس (في والاه وكيشت وقناة كان) يحقق حزب مناعة لإسرائيل صعوداً ويصل إلى نتيجة تقدر بـ22-23 مقعداً [في الكنيست]، أي بزيادة 8-9 مقاعد مقارنة بالاستطلاعات التي جرت عشية حفل إطلاق المعركة الانتخابية للحزب في تل أبيب.
  • في مؤشر على مدى ملاءمتة لرئاسة الحكومة، تساوى غانتس مع نتنياهو في بعض الاستطلاعات، وهذا معطى لم نشاهده منذ سنوات طويلة واعتقدنا أننا لن نراه في حياتنا. في سيناريو رئيس هيئة الأركان المتقاعد [غانتس] إذا تنازل لبيد عن كبريائه ووافق على دمج حزب يوجد مستقبل مع حزب مناعة لإسرائيل، سيفوز حزب الوسط الموحد على الليكود بفارق خمسة مقاعد ما بين 30-35.
  • يبدو أن المعركة الانتخابية التي كانت حتى الآن تتثاءب بدأت من جديد، مع رئيس أركان سابق بصفته كاسراً محتملاً للتوازن. ومَن كان يعتقد أن الردود المباشرة لليكود على خطاب غانتس كان مبالغاً بها وفيها من الذعر أكثر من اللازم فهم بالأمس معناها. في مركز الليكود يشاهدون استطلاعات معمقة بصورة يومية، واستوعبوا احتمال الضرر مسبقاً.
  • كما هو متوقع جاء صعود حزب مناعة لإسرائيل تقريباً على حساب حزب يوجد مستقبل (10-11 مقعداً في الكنيست المنتهية ولايته) وعلى حساب حزب العمل (5-6 مقاعد وأقرب من أي وقت إلى الاختفاء). القائمة اليمينية التي تتبلور إلى جانب غانتس لا تردع هذا الجمهور الانتخابي، والهدف الأسمى هو استبدال نتنياهو.
  • إذا استمر هذا التوجه، وإذا لم يقترف غانتس أخطاء على الطريق (من الأفضل له أن يواصل الصمت، الصمت مربح في نهاية الأمر) فإن ناخبي الوسط - اليسار سيقومون في 9 نيسان/أبريل باقتراع استراتيجي: سيتدفقون بأعداد غفيرة نحو غانتس ويعطونه أصواتهم، من أجل تحويله إلى خصم قادر على أن يعرض نتنياهو للخطر.
  • في مثل هذه الحالة سيجذب حزب مناعة لإسرائيل الناخبين نحوه. والسؤال الكبير المطروح الذي سيحسم الانتخابات، هو إذا ما كان غانتس ويعالون وربما غابي أشكينازي و/أو أورلي ليفي - أباكسيس، سينجحون في أن ينقلوا إلى قواعدهم خمسة مقاعد من كتلة اليمين.
  • ثمة مسألة أُخرى الجواب عليها يمكن أن يحسم مصير المعركة، وهي أنه في حال عدم نجاح حزب أو حزبين من الأحزاب التي تنتمي إلى كتلة نتنياهو، مثل حزب كلنا [بزعامة وزيرالمال موشيه كحلون] وإسرائيل بيتنا [بزعامة أفيغدور ليبرمان] وشاس والبيت اليهودي، في عبور نسبة الحسم التي هي 3.25، والتي تساوي 4 مقاعد، فإن نتنياهو لن ينجح في إقامة كتلة حاسمة مؤلفة من 61 عضو كنيست عندما سيذهب إلى رئيس الدولة.
  • المطلوب هنا ملاحظة تحذيرية: فقط بعد لحظة من العرض الناجح لغانتس، وعندما يكون كل الاهتمام مركزاً عليه، ويكون التضخيم في حده الأقصى، ووسائل الإعلام مشغولة بالخطاب فحسب، فإن الميل في استطلاعات الرأي أمر طبيعي. يجب أن ننتظر أسبوعاً وأسبوعاً آخر، كي نعرف إذا كانت الأرقام تعبر عن قوة مناعة لإسرائيل أم هي سقفها الزجاجي. لقد سبق أن شاهدنا هذه القصة: في سنة 1999 حزب الوسط برئاسة الجنرالين السابقين يتسحاق مردخاي وأمنون ليفكين شاحاك، والمدنيين دان مريدور وروني ميلوا، بدأ حملته الانتخابية مع 22 مقعداً وانتهى بستة مقاعد في صناديق الاقتراع.