قال الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال احتياط غادي أيزنكوت إنه لا أساس من الصحة لما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في سياق المقابلة التي أجرتها معه قناة "الميادين" أول أمس (السبت)، بأن إسرائيل لم تكتشف كل الأنفاق الهجومية التي قام الحزب بحفرها وتسللت نحو الأراضي الإسرائيلية.
وأضاف أيزنكوت، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الأحد)، لأول مرة بعد أنهائه مهمات منصبه قبل أسبوعين، أن صمت نصر الله الطويل جاء بعد أن تم إفشال 3 مشاريع كبرى لحزب الله، عن طريق تدمير الأنفاق الهجومية، وتخريب مشروع الحزب الحصول على صواريخ دقيقة، وإفشال مشروع إقامة جبهة عسكرية ثانية في هضبة الجولان.
وطالب أيزنكوت الأمم المتحدة بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 المتعلق بالجنوب اللبناني، ودعاها إلى العمل من أجل إعادة الجنوب اللبناني إلى اللبنانيين، وأشار إلى أن الإيرانيين بدأوا يعملون منذ سنة 2015 على فرض هيمنتهم داخل سورية على الرغم من أن 4% من سكان سورية ينتمون إلى الطائفة الشيعية.
يُشار إلى أن أيزنكوت قام خلال توليه مهمات منصب رئيس هيئة الأركان العامة بإعادة هيكلة الجيش الإسرائيلي بعد عملية "الجرف الصامد" العسكرية في قطاع غزة في صيف 2014، واتسمت فترته بمواجهة إسرائيل ما وصفته بأنه التموضع العسكري الإيراني في سورية، وقبل نهاية ولايته أعلن القيام بحملة "درع شمالي" لتدمير الأنفاق الهجومية من لبنان إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وعقّب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على أقوال الأمين العام لحزب الله، فقال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس، إن نصر الله خرج عن صمته وهو محرج للغاية بسبب النجاح الهائل الذي حققته عملية "درع شمالي"، والتي تسببت بحرمانه تماماً من سلاح الأنفاق.
وأضاف نتنياهو أن نصر الله يعاني جراء ضائقة مالية لأن العقوبات المفروضة على إيران تضر بشكل كبير بتمويل إيران ومن يحوم في فلكها وفي مقدمهم حزب الله.
وكان نصر الله أشار في المقابلة التلفزيونية مع "الميادين" إلى أن عدداً من الأنفاق التي اكتشفتها إسرائيل الشهر الفائت تحت أراضيها بالقرب من منطقة الحدود مع لبنان موجودة منذ سنوات طويلة. وأكد أن هناك أنفاقاً أخرى على الحدود، ورفض أن يؤكد أو ينفي ما إذا كان الحزب يقف وراء حفرها، وقال إن هذه الأنفاق تعود إلى فترات مختلفة، وبعضها حُفر قبل 13 سنة، أي قبل حرب لبنان الثانية في صيف 2006.
وأضاف أنه في الحد الأدنى يعود عمر أحد الأنفاق التي تم اكتشافها في الأسابيع القليلة الفائتة إلى 13 أو 14 سنة. وسخر من كون المخابرات والأجهزة الأمنية الإسرائيلية لم تكتشف وجوده خلال 14 سنة، واعتبر أن هذا يدل على فشل استخباراتي إسرائيلي، وشكك فيما إذا كانت إسرائيل اكتشفت فعلاً كل الأنفاق التي تعبر من لبنان إلى أراضيها.