استهداف مندلبليت
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- يوجد خط مباشر يربط بين الشريط الدعائي الذي نشره رئيس الحكومة نهاية يوم السبت، والذي يدّعي فيه أن قرار توجيه كتاب اتهام ضده سيكون بمثابة خضوع المستشار القانوني للحكومة لليسار وللصحافيين، وبين الهجوم الذي لا أساس له على المقابلة التي أجرتها "الشركة الإخبارية" مع المستشار. [يمكن مراجعة التفاصيل في قسم الأخبار من النشرة]. لقد قرر نتنياهو في قرارة نفسه تقويض صدقية أفيحاي مندلبليت، ونزع الشرعية عنه بواسطة زعزعة ثقة الجمهور بقراراته، إذا قرر أنه يجب إحالة رئيس الحكومة على المحاكمة.
- يقول نتنياهو متهماً: "إن اختيار المشاركة في هذا البرنامج في مثل هذا التوقيت هو أمر لم يحدث سابقاً في تاريخ القضاء الإسرائيلي، ويثير تساؤلات قاسية". بيْد أن ما يحدث هو تلاعب محسوب. ليس كلام مندلبليت هو الذي يثير تساؤلات بل نتنياهو شخصياً. إن الهدف من هجماته هو: إثارة تساؤلات قاسية لدى الجمهور بشأن المستشار القانوني.
- الاستراتيجيا التي يستخدمها نتنياهو مكشوفة وواضحة. هو يحاول أن يعطي صبغة سياسية لقرار المستشار، وأن يشكك فيه مهنياً. إذا قرر المستشار إحالة رئيس الحكومة على المحاكمة، يريد نتنياهو أن يشك الجمهور في أن المستشار خضع لضغوطات اليسار ووسائل الإعلام.
- لهذا الغرض هو يؤجج مشاعر الجمهور ضد المستشار وضد اليسار والصحف. كي يهب الناس لدى صدور الحكم للدفاع عنه. عندما قال رئيس الائتلاف دافيد أمسالم في مطلع هذا الشهر: "إذا أحيل نتنياهو على المحاكمة، ملايين سيرفضون ذلك" هذا ما قصده بذلك. لكن يجب ألاّ نرى في كلامه تنبؤاً بل خطة.
- الجمهور يعلم جيداً أسلوب عمل نتنياهو، فهو في النهاية يفعل بمندلبليت ما سبق أن فعله بالمفوض العام للشرطة روني ألشيخ. وهو يفعل بالمستشار القانوني والنيابة العامة للدولة ما سبق أن فعله مع شرطة إسرائيل. نتنياهو ورجاله لفقوا تهمة كاذبة، أنه يجري انقلاب في الحكم ضده، وهم يكررونها منذ سنوات. وبسحب نظرية المؤامرة الملفقة التي اخترعوها، اليسار ووسائل الإعلام والجهاز القضائي والشرطة والمستشار القانوني للحكومة، كلهم يتآمرون معاً ضده، يلفقون ضده التهم ويتهمونه زوراً.
- الجمهور الإسرائيلي في وضع صعب. هو يعرف أن نتنياهو قرر تقديم موعد الانتخابات بهدف استباق قرار المستشار بشأن ملفاته. حسناً فعل مندلبليت عندما أوضح أنه لا يخشى من أحد وأيضاً لا يخشى من رئيس الحكومة؛ وأنه يتذكر جيداً ماذا يريد نتنياهو أن ينسى الجمهور: "أنا فعلاً أؤمن بأنه في دولة ديمقراطية هناك قانون واحد يطبق على كل الناس- بدءاً بالمواطن العادي وصولاً إلى رئيس الحكومة. هكذا كان الحال وهكذا يجب أن يبقى".