أكد رئيس الحكومة ووزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن عملية "الدرع الشمالي" العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد الأنفاق الإرهابية لمنظمة حزب الله واسعة وغير محدودة وستستمر، وأشار إلى أنها تعتمد على تكنولوجيا خاصة تم تطويرها في إسرائيل في إثر عدم العثور على تكنولوجيا شبيهة لها في العالم.
وأضاف نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي خاص عقده مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في "الكرياه" في تل أبيب مساء أمس (الثلاثاء)، أن حزب الله خطط لاحتلال أجزاء من منطقة الجليل الأعلى بواسطة تسلل إرهابيين عبر الأنفاق التي تم كشفها في شمال إسرائيل، وأكد أن هذا يُعدّ تهديداً خطراً لم يكن له مثيل في السابق.
واتهم نتنياهو إيران بتوجيه حزب الله في إطار خطتها للتموضع في كل من لبنان وسورية، لكنه في الوقت عينه أشار إلى أن نشاطات طهران في الأراضي السورية تقلصت عشرات بالمئة بفضل الخطوات التي قامت بها إسرائيل لكبح هذه النشاطات، وأكد أن خطوات مماثلة تجري حالياً في لبنان أيضاً.
وتوعد رئيس الحكومة حزب الله بأن يدفع ثمناً باهظاً إذا ما هاجم إسرائيل.
وشكر نتنياهو وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان [رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"] لمساهمته في تخطيط هذه العملية.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال غادي أيزنكوت خلال المؤتمر الصحافي إن الجهود الاستخباراتية - الهندسية لرصد تهديد الأنفاق في منطقة الحدود مع لبنان بدأت في أواخر سنة 2014، وأكد أن العملية العسكرية لإزالة هذا التهديد ستستغرق عدة أسابيع.
وقال أيزنكوت إن الجيش الإسرائيلي يواصل كبح نشاطات إيران الرامية إلى تعزيز تموضعها في الجبهة الشمالية، وشدّد على أن الجيش على أتم الاستعداد تحسباً لأي تطوّر مستقبلي. ودعا السكان في المستوطنات الشمالية إلى مواصلة حياتهم العادية.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية عقد اجتماعاً طارئاً مساء أمس استمع خلاله إلى تقرير عن سير عملية "الدرع الشمالي"، التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد أنفاق حزب الله.
وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن المجلس الوزاري المصغر صادق على تنفيذ هذه العملية المذكورة يوم الأربعاء الفائت، وأشارت إلى أن تقويمات الجيش الإسرائيلي لا تتوقع رداً عسكرياً من حزب الله على هذه العملية.
وأضافت هذه المصادر أن إسرائيل ستطلب من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة خاصة لمناقشة انتهاكات حزب الله القرار 1701 القاضي بوقف نشاطاته المسلحة في جنوب لبنان.
من ناحية أُخرى أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي العميد رونين منيليس أن طواقم هندسية من الجيش عملت أمس على تدمير نفق هجومي اكتُشف في منطقة المطلة. وأضاف أن هذا النفق حُفر من تحت أحد منازل قرية كفر كلا الحدودية اللبنانية، وهو يخترق الحدود، ويمتد لنحو 40 متراً داخل الأراضي الإسرائيلية. وقال إن طول النفق يبلغ نحو 200 متر، وعمقه نحو 25 متراً، ويبلغ عرضه مترين وارتفاعه مترين، وهو أكبر بكثير من معظم الأنفاق التي تحفرها حركة "حماس" في غزة. وأوضح أن حفر هذا النفق استغرق عامين بسبب التضاريس القاسية تحت منطقة الحدود، وشمل خطوط كهرباء واتصالات، كما أنه مُزوّد بالأكسجين.
وأشار منيليس إلى أن عملية "الدرع الشمالي" متركزة حالياً في منطقة المطلة لكن رقعتها ستتسع على امتداد الخط الأزرق بأكمله. كما أشار إلى أن الهدف منها هو الكشف عن الأنفاق وتحويلها إلى غير فعالة ودرء التهديد عن سكان الشمال. وأضاف أن هذه الأنفاق هي نتاج مشروع أقامه حزب الله على مدى السنوات الأربع الأخيرة بشكل سري. وقال إن النشاطات العسكرية جارية داخل الأراضي الإسرائيلية غير أن المعلومات الاستخباراتية والصور التكنولوجية تُظهر وجود مواقع حُفرت فيها أنفاق في الجانب الآخر من الحدود.
وساد الهدوء أمس جانبي الحدود الإسرائيلية - اللبنانية على الرغم من استمرار العملية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد أنفاق حزب الله.
وأعلنت قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة [اليونيفيل] أنها تتواصل مع جميع الأطراف المعنية لضمان أن تستخدم هذه الأطراف آليات الارتباط والتنسيق التابعة لليونيفيل للحفاظ على الهدوء والاستقرار.
وقال السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين إنه لا مصلحة لأي طرف الآن في إشعال الحرب.
وفي بيروت أجرى الرئيس اللبناني ميشال عون سلسلة اتصالات مع كبار المسؤولين لتقويم الأوضاع في ضوء المعطيات المتوفرة بشأن أبعاد العملية العسكرية الإسرائيلية. وطلب عون من الأجهزة الأمنية متابعة هذه العملية بدقة.
وأعلن الجيش اللبناني في بيان صادر عن قيادته أن الوضع في الجانب اللبناني هادئ ومستقر، وهو قيد المتابعة الدقيقة. وأشار إلى أن وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة تقوم بتنفيذ مهماتها المعتادة على طول الحدود بالتعاون والتنسيق مع قوات اليونيفيل لمنع أي تصعيد أو زعزعة للاستقرار في منطقة جنوب لبنان، وأكد أن الجيش على أتم الاستعداد لمواجهة أي طارئ.