الدور الجديد لعُمان في الشرق الأوسط
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة

تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.

  • تشكل الزيارة الرسمية والعلنية التي قام بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى إمارة عُمان منعطفاً مهماً، خصوصاً في ضوء حقيقة أن حاكم عُمان استقبله بصورة علنية على الرغم من توقف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية منذ زمن طويل، ومع الأخذ في الحسبان أنه في قطاع غزة تدور يومياً حرب استنزاف بين التنظيمات الارهابية وبين إسرائيل.
  • الزيارة التي جرى التحضير لها منذ وقت طويل، نظر إليها العالم العربي كبداية لاستئناف التطبيع بين إسرائيل وعمان كما كان عليه بعد اتفاقات أوسلو في 1993، وتزامنت الزيارة مع زيارة وزيرة الثقافة ميري ريغيف إلى أبو ظبي مع وفد الجودو الإسرائيلي، بعد استضافة قطر وفداً رياضياً آخر من إسرائيل. والتخوف الفلسطينيي هو من أن تحذو دول عربية أخرى حذو عُمان وأن تنجح إسرائيل في في خرق جدار مخاوف الدول العربية من علاقاتها العلنية معها.
  • لقد كشف وزير الخارجية العماني في 27 تشرين الأول/أكتوبر أثناء، قمة أمنية – إقليمية في البحرين، أن عُمان اقترحت مساعدة إسرائيل والفلسطينيين في التوصل إلى اتفاق سلام بمساعدة أفكار تقترحها، لكن ليس كوسيط. قال: "نحن لا نتوسط بين إسرائيل وفلسطين، بل نقترح توجيه الطرفين واقتراح أفكار تجمع بينهما". وأضاف علوي أن بلاده تعتمد على الجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي ترامب للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين بواسطة "صفقة القرن".
  • وقد سارعت إيران إلى توجيه الانتقادات إلى سلطنة عُمان لاستضافتها رئيس الحكومة نتنياهو والوفد الذي رافقه في الزيارة.
  • في مقابل ذلك، دافعت البحرين عن حليفتها عُمان، وقال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد في 27 تشرين الأول/أكتوبر: "البحرين لم تشكك قط في حكمة السلطان قابوس ومحاولته تقديم المساعدة وتوظيف جهوده من أجل حل القضية الفلسطينية، ونأمل أن تنجح جهوده هذه".
  • زيارة نتنياهو إلى مسقط عاصمة عُمان، وهي الأولى لرئيس حكومة إسرائيلية خلال العشرين عاماً الأخيرة، هي حلقة اضافية في سلسلة اتصالات بين إسرائيل وعُمان. في عام 1994 قام رئيس الحكومة يتسحاق رابين بزيارة رسمية إلى عُمان والتقى السلطان قابوس، وفي 1995 قام وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بزيارة إسرائيل، كما زار مؤخراً السلطة الفلسطينية. وفي عام 1996 قام رئيس الحكومة آنذاك شمعون بيرس بزيارة رسميه إلى عُمان. ومنذ سنة 1996 حتى نشوب الانتفاضة الثانية سنة 2000 كان في إسرائيل ممثلون لعُمان، وقطر، والمغرب، وتونس وموريتانيا، لكن منذ ذلك الحين انقطعت العلاقات الرسمية واستمرت من وراء الكواليس.
  • لقد ظهر وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في قناة الجزيرة مدافعاً عن الزيارة فقال: "استقبلنا نتنياهو لأن إسرائيل هي دولة موجودة في الشرق الأوسط، فهل ممنوع عليه أن يأتي إلى هنا؟ لقد أعرب رئيس الحكومة نتنياهو عن رغبته في زيارة السلطنة وعرض مقاربته فيما يتعلق بموضوع الشرق الأوسط والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني ورحبنا بذلك، هناك من يعتقد أن طريق السلام مغلق، لكننا لا نعتقد ذلك، وأظن أن هناك رغبة لدى الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بتحريك العملية من جديد".
  • يشدد معلقون في وسائل الاعلام في السلطنة على أنه على الرغم من أن عُمان معروفة بعلاقاتها الجيدة مع إيران وقدرتها على التوسط معها، فإن زيارة نتنياهو عالجت في الأساس قناة التفاوض العالقة بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن حاكم عُمان اقترح التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين. قبل بعضة أيام من زيارة نتنياهو زار السلطنة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حيث التقى مع السلطان قابوس.
  • مصدر فلسيطيني قال أن السلطان قابوس اقترح على رئيس السلطة محمود عباس التوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل وأن عباس رد بأنه يبارك أي تحرك سلام "مهم"، وبحسب كلامه، فإن هدف الزيارة لم يكن المفاوضات، بل في الأساس "دور عُمان في المنطقة".
  • لا يستبعد معلقون في العالم العربي احتمال أن يقوم السلطان قابوس حالياً بالدور الذي كان يقوم به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأن يتحول إلى محرك يساعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الدفع قدماً بـ"صفقة القرن"، وحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
  • لقد تضررت مكانة السعودية كثيراً بسبب دورها في مقتل الصحافي جمال الخاشقجي، وللسلطان قابوس علاقات جيدة مع الإدارة الأميركية ومع الدول العربية، وهو يعتبر حاكماً حيادياً وبارعاً في مهمات الوساطة، إذ توسط بين إدارة أوباما وإيران في مسألة الصفقة النووية، وتوسط أيضاً بين دول عربية في موضوعات مختلفة مثل المقاطعة العربية لقطر.
  • الاعلان عن "صفقة القرن" للرئيس ترامب يقترب، وسيصل هذا الأسبوع إلى إسرائيل الموفد الأميركي جيمس غرينبلات للاجتماع مع رئيس الحكومة ومساعديه والبحث في إمكانية استئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين.
  • لا يمكن استبعاد احتمال أن تقوم إسرائيل عند الحاجة باستخدام قناة الاتصال التي انفتحت من خلال الزيارة إلى عُمان من اجل اجراء اتصالات سرية مع إيران والنظام السوري بشأن كل ما يتعلق بالوجود العسكري الإيراني في سورية.
  • من المعروف منذ سنوات عديدة ان مسقط، عاصمة عُمان، مكان لاجتماعات سرية بين أطراف مختلفة في الشرق الأوسط من الذين رغبون في التحاور بعيداً عن وسائل الاعلام وأجهزة الاستخبارات المختلفة. في نهاية هذا الأسبوع كشف جواد كريمي قدوسي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني عن  مفاوضات سرية تجري حالياً في مسقط بين خبراء في وزارة الخارجية الإيرانية ونظرائهم في إدارة ترامب.