مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة: "حماس" بلّغت الوفد المصري الموجود في قطاع غزة أنها معنية بالتهدئة وإيقاف التصعيد الحالي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية- الأمنية الليلة الماضية اجتماعاً لمناقشة التصعيد الأخير بين إسرائيل وقطاع غزة في إثر إطلاق صاروخين من قطاع غزة سقط أحدهما في ساحة منزل في مدينة بئر السبع [جنوب إسرائيل] وأدى إلى إصابة 5 إسرائيليين بحالات هلع، وسقط الثاني في عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة غوش دان [وسط إسرائيل]، وردّت إسرائيل بقصف 20 موقعاً في مناطق متفرقة من القطاع، وهو ما أدى إلى مقتل شاب فلسطيني.

واستمر اجتماع المجلس الوزاري المصغّر حتى فجر اليوم (الخميس)، وسادته أجواء مشحونة على خلفية الخلاف بين عضوي المجلس وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان [رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"] ووزير التربية والتعليم نفتالي بينت [رئيس حزب "البيت اليهودي"].

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أمس (الأربعاء) إن حركة "حماس" بلّغت الوفد المصري الموجود في قطاع غزة بأنها معنية بالتهدئة وإيقاف التصعيد الحالي، وفي الوقت عينه أكدت أنها لن تقف مكتوفة اليدين إذا جدّدت إسرائيل هجماتها.

وأضافت هذه المصادر أن مصر نقلت هذه الرسالة إلى إسرائيل، ولا تزال "حماس" تنتظر الردّ الإسرائيلي عليها.

وكانت "حماس" دانت إطلاق الصاروخ على بئر السبع، واعتبرت ذلك محاولة لتخريب جهود التهدئة التي تقودها مصر، وأكدت أنها تحقق في هوية مُطلقه.

كما أكدت حركة الجهاد الإسلامي أنها غير مسؤولة عن إطلاقه.

وقالت مصادر في قطاع غزة إن هناك جهات في الذراعين العسكريين لـ"حماس" والجهاد الإسلامي تعارض التهدئة مع إسرائيل، خلافاً لموقف قيادتي الحركتين.

وقبل اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر عُقد اجتماع في مقر فرقة غزة للجيش الإسرائيلي لتقويم الوضع في منطقة الحدود مع القطاع شارك فيه كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع ليبرمان، وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] نداف أرغمان، ورئيس هيئة الأمن القومي في ديوان رئاسة الحكومة مئير بن شبات، وكبار قادة فرقة غزة.

وأعرب ليبرمان في ختام الاجتماع عن أمله بأن يتبنى المجلس الوزاري المصغّر موقفه القاضي بتوجيه ضربة قاسية إلى "حماس"، وأشار إلى أن المشكلة حالياً هي مع أعضاء المجلس الوزاري المصغّر ومع المسؤولين في الأجهزة الأمنية الذين يرفضون موقفه. وقال ليبرمان إنه إذا لم تتصرف إسرائيل على هذا النحو الآن سيكون الثمن باهظاً، مؤكداً أنه إذا كانت إسرائيل تريد حلّ المشكلة جذرياً عليها اتخاذ قرارات استراتيجية الآن وليس بعد أن تقع الكارثة.

وقال نتنياهو إن إسرائيل تنظر بخطورة كبيرة إلى الهجمات عليها في منطقة الحدود مع قطاع غزة وفي بئر السبع وفي كل مكان آخر، وستعمل بقوة قصوى. وذكّر نتنياهو بتصريحاته في مستهل اجتماع الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد الفائت التي قال فيها إنه إذا لم تتوقف الهجمات على إسرائيل، فسيتم إيقافها بالقوة.

وكان وزير التعاون الإقليمي وعضو المجلس الوزاري المصغّر تساحي هنغبي [الليكود] أكد أن إسرائيل غير معنية بحرب في غزة، إلاّ إذا لم يكن هناك خيار آخر.

وأضاف هنغبي، في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"] أمس، أن تنصّل "حماس" والجهاد الإسلامي من المسؤولية عن إطلاق الصاروخ على بئر السبع غير مسبوق، وأشار إلى أن إسرائيل تمتلك أدلة تؤكد صحة البيانات الصادرة عن هاتين الحركتين. وقال إن إسرائيل تنتظر ما سيحدث يوم غد (الجمعة) لترى فيما إذا عادت "حماس" إلى صوابها أم لا.