هل يحيى السنوار هو الزعيم الفلسطيني القادر على تحقيق التسوية؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • زعيمان فلسطينيان، ومقاربتان مختلفتان. الخيار الفلسطيني ليس بين السلطة و"حماس"، ولا بين حل الدولتين والدولة الواحدة، بل بين زعامة تغامر بحياة الفلسطينيين، وأُخرى تشعر بمعاناتهم. جميع التعليقات التي جاءت رداً على المقابلة مع يحيى السنوار، غابت عنها الجوانب المثيرة للاهتمام بشخصيته. التركيز الإعلامي والسياسي كان على الكلمات. وأنا أريد التركيز على لهجة الكلام، التي تدل أكثر من أي شيء آخر على الخطوط العريضة لشخصية صاحبها. لم يقترح السنوار علينا اتفاقاً أو هدنة، لقد أعلن على رؤوس الأشهاد أنه يكرهنا، لكن على الرغم من ذلك هو مستعد في هذه المرحلة أن يستسلم، وأن يعترف بفشل النضال المسلح. الجديد في شخصية السنوار هو صدقيته. كلنا يعرف أنه نزيه ويقول لنا الحقيقة في وجهنا. وهو ليس ياسر عرفات وأبو مازن، اللذين يعبّران عن كراهيتهما لإسرائيل في الخطابات ولأغراض داخلية.
  • هناك شيء يحبه السنوار أكثر من أي شيء آخر وحتى أكثر من كراهيته لنا، هو يحب حقاً وبإخلاص الشعب الفلسطيني ولا يريده أن يعاني. والتعرف على عالم مشاعره يكشف الدوافع العاطفية التي توجهه نحو اقتراح تسوية فلسطينية تحت أي شكل. إنها المرة الأولى منذ بداية الصراع الإسرائيلي - العربي - الفلسطيني، التي يوجد فيها طرف في الزعامة الفلسطينية صادق ومخلص ومن الصعب عليه التعايش مع المشكلات الصعبة، والفقر، والإحساس بالخطر على الحياة وغياب الأمل السائد في الجانب الفلسطيني.
  • يبدو أن محاولة السنوار لإنقاذ شعبه من الكارثة الإنسانية والبيئية بواسطة مقابلة مع صحافية إيطالية، قد نجحت. فقد وصلت أول شاحنة سولار إلى غزة بحسب الاتفاق بين الأمم المتحدة وإسرائيل. وأثنى الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جيمس غرينبلات على ذلك، وتحدثت "حماس" عن تفاهم صامت مع مصر من أجل تقليص التظاهرات بالقرب من السياج الحدودي، وتعهدت قطر بأن تدفع لإسرائيل ثمن السولار لمدة نصف سنة.
  • كما هو متوقع، طرف واحد فقط أفسد هذه السعادة، مرجع كبير في السلطة الفلسطينية يزعجه أن يحصل سكان غزة على كهرباء ثماني ساعات يومياً، بدلاً من أربع. لقد تحولت الرغبة في إسقاط "حماس" إلى هوس لدى السلطة الفلسطينية.
  • لم تسقط "حماس" بعد، إنها تستسلم. وتسعى لطريقة محترمة تسمح لها بوقف النضال المسلح وإعادة بناء حياة السكان في غزة. وقبل الحاجة إلى إطار حكم مستقر هناك حاجة أكبر إلى استقرار اجتماعي واقتصادي للفلسطينيين من أجل تحقيق عودة الأمور الطبيعية إلى المنطقة. الناس هم أهم كثيراً من السلطة التي تحكمهم. لقد فهم السنوار ذلك. أمّا أبو مازن فلم يفهم هذا أبداً.