[نشرت صحيفة "يسرائيل هَيوم" في ملحق يوم الجمعة مقابلة طويلة مع قائد سلاح البر في الجيش الإسرائيلي اللواء كوبي باراك، شدد فيها على أهلية الجيش الإسرائيلي لخوض أي حرب جديدة وردّ فيها على انتقادات مفوض الشكاوي في الجيش بشأن عدم جاهزية سلاح البر للحرب، نقتطف أجزاء منها]
• قال قائد سلاح البر اللواء كوبي باراك: "الجيش الإسرائيلي كان مؤهلاً بصورة جيدة جيداً للحرب في العقود الأخيرة. وهو مستعد لمواجهة مختلف أنواع الحرب في أي قطاع، ومن يدّعي غير ذلك هو ببساطة لا يفهم المهنة".
• لكن إلى جانب الثقة الكبيرة بجاهزية الجيش، يشعر باراك بالغضب وخيبة الأمل. وتعكس هذه المشاعر الأجواء في قيادة الجيش الإسرائيلي، وخصوصاً لدى قائده، رئيس الأركان غادي أيزنكوت. الهجوم الذي تعرضوا له في الأشهر الأخيرة من جانب مفوض شكاوى الجنود، اللواء في الاحتياط يتسحاق بريك، الذي ادّعى في التقرير الذي نشره أن سلاح البر غير مؤهل للحرب وطالب بتشكيل لجنة تحقيق في الموضوع، اعتبروه ليس فقط بعيداً عن روح الزمالة، وإنما ليس موضوعياً وغير مهني.
• يقول باراك: "أنا لست غاضباً بسبب ما قاله. غاضب لأنني أعرف المعطيات التي أفحصها، وأرى وأسمع وأذهب وأتفحص. وعندما سألته" قل لي، هل حضرت التدريبات؟ هل رأيت أننا نتدرب بصورة مختلفة. ونفعل شيئاً مختلفاً؟ هو لم يفعل ذلك. أهم شيء بالنسبة لنا أن نضع الكلام على الطاولة وألا نخفي شيئاً".
• س: لقد دعا بريك الحكومة إلى تشكيل لجنة تحقيق، وهذا ليس بسيطاً؟
• باراك: "هذه دعوة غير مسؤولة، لأن الجيش مؤهل جيداً، وقول شيء مغاير ومختلف للغاية عن الوضع الحاضر يتسبب بضرر".
• س: هل معنى هذا أن بريك كذاّب؟
• باراك: "أنا لا اعتقد أنه كذاب. أنا احترم الشخص وله فضل كبير، لكنه قدم صورة عن الوضع في أحسن الأحوال هي غير صحيحة. نحن نعرف أين المشكلات، وأن ليس كل شيء وردياً. لكنني عندما قمت باستطلاعي تحدثت مع 2000 شخص أعرفهم، وليس مع عدد من الأشخاص بشكل عشوائي. بالاضافة إلى ذلك، ما علاقة مفوض شكاوى الجنود مع الأهلية، ولماذا قبل أن ينشر تقريره لم يطلب ردنا؟"
• س: هل تعتقد أن الحديث عن عدم أهلية سلاح البر، والمطالبة بلجنة تحقيق يضران بالجيش الإسرائيلي؟
• باراك: "نعم، لأننا نقول كلاماً مختلفاً. نحن، جميع سلسلة القيادة في الجيش، قلناه لوزير الدفاع الذي تلقى أيضاً ما قاله مراقب الجيش ومراقب وزارة الدفاع. وبالمناسبة، هناك أيضاَ انتقادات غير جيدة. قبل سنوات كانت هناك انتقادات موجهة إلى منظومة المدرعات، وعالجنا الأمور، لكن اجمالاً وضعنا جيد".
• س: قبل 45 عاماً جلس في هذه المناصب أشخاص كانوا واثقين بما يقولونه وغير مستعدين لسماع انتقادات
• باراك: "لنضع جانباً المفاجأة التي حدثت حينها. هل وحدات مخازن الطوارىء فارغة اليوم كما كانت في 1973؟ هي الآن مليئة. هل نحن مدربون؟ نعم، بالتأكيد نحن أفضل مما كان عليه الوضع في حرب لبنان الأولى [1982] والثانية [2006]. هل قادتنا أكثر مهنية؟ أكثر بكثير".
• س: ما الذي يريده منكم بريك؟
• باراك: "لا أعرف، أنا أحترمه كثيراً، لكنني أعرف كيف يجب فحص الأهلية، وهذا لا يجري من خلال التنقل بين الوحدات. هذا يجري بالاضافة إلى ذلك بوسائل أخرى نحن نقوم بها وليس هو. لذلك هو يفتقر إلى الوسائل. وأكثر ما يثير جنوني هو ابقاء المصادر مجهولة الهوية، وهذا يجعلني غير قادر على مواجهة الأمور. إذا كان يدّعي أن هذا هو الوضع ليضع كل شيء على الطاولة ولنفحص من الذي على حق".
• س: هناك أزمة غير بسيطة فيما يتعلق بالحوافز للقيام بالخدمة العسكرية؟
• باراك: "نحن نشهد ارتفاعاً في كل المقاييس بالمقارنة مع السنة الماضية. وهذا لم يحدث اعتباطاً، بل لأننا فهمنا بأن هناك مشكلة ونحن نعالجها: خذ مثلاُ سلاح المدرعات: قبل عامين لم يكن الناس يريدون الصعود إلى الباصات، في التجنيد الأخير كنت مضطراً إلى انزال الناس من الباصات لوجود فائض في العدد. ولقد حدث هذا بعد أن غيرنا الأسلوب، نحن نتحدث مع الشاب، ونعالج ما يفكر فيه، بدءاً من ظروف الخدمة، مروراً بالتسليح والرواتب، وصولاً إلى الدراسة بعد الجيش".
• س: الشباب يريدون الخدمة في السايبر، وبالقرب من البيت وأن تكون الخدمة مريحة.
• باراك: "هذا أمر مقلق بالتأكيد. لكن دولة إسرائيل لا تختلف في هذا الشان عن سائر العالم. هناك جانب ايجابي يتمثل في أننا لم نعد نشعر بأنهم سيبيدوننا في أية لحظة، لكن الشباب يريدون أن يقوموا بأمور أخرى أيضاً. لقد تجاوزنا هذا التحدي، وأجرينا تعديلاً أوضحنا تماماً من هو المحارب وما سيحصل عليه".
• س: هل المجتمع الإسرائيلي الذي كان في الماضي معجباً بضباط الجيش أصبح اليوم معجباً بأشياء أخرى مثل التكنولوجيا المتقدمة والمال؟
• باراك: "لم نعد في زمن حرب الأيام الستة عندما علقت صور الجنرالات في الشوارع. لكن الجمهور الإسرائيلي يثق بالجيش ويعتمد عليه وعن حق. التحدي الذي يواجهنا هو ابقاء الأشخاص الجيدين في الجيش ومنحهم الشعور بأنهم يقومون بشيء مهم يؤمنون فيه".