أرشيف الجيش الإسرائيلي يكشف محضر جلسة هيئة الأركان العامة يوم 5/10/1973: شعبة "أمان" ورئيس هيئة الأركان استبعدا احتمال نشوب "حرب يوم الغفران" عشية اندلاعها
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

استبعدت شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، يوم الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، احتمال نشوب "حرب يوم الغفران" في الغداة، وذلك خلال جلسة لتقويم الأوضاع الأمنية عُقدت في ذلك اليوم وقدّم فيها رئيس شعبة "أمان" إيلي زاعيرا تقريراً بشأن آخر التطورات في كل من سورية ومصر، وحظيت أقواله بدعم رئيس هيئة الأركان العامة في حينه دافيد إلعازار. ومع أن زاعيرا تحدث عن طائرات شحن روسية هبطت في كل من هذين البلدين، إلاّ إنه في الوقت عينه أكد أن كل هذه الأمور لا تغير من التقديرات الأساسية بأن احتمال نشوب حرب بمبادرة مصر وسورية ما يزال ضئيلاً للغاية.
هذا ما يتبيّن من محضر جلسة هيئة الأركان العامة التي عُقدت قبل يوم واحد من اندلاع "حرب يوم الغفران" [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973]، والذي قام أرشيف الجيش الإسرائيلي بنشره أمس (الاثنين) في مناسبة ذكرى مرور 45 سنة على تلك الحرب.
ووفقاً لهذا المحضر قال رئيس هيئة الأركان العامة إلعازار، في بداية الجلسة، إن هناك بعض المعلومات المهمة، وإن الجلسة ستبدأ بتقرير استخباراتي.
وقال رئيس شعبة "أمان" زاعيرا في سياق تقريره إن سورية دخلت في حالة طوارئ يوم الخامس من أيلول/ سبتمبر 1973، وأجرت تدريبات على استعادة هضبة الجولان، واستقدمت سربيْ طائرات قتالية من طراز "سوخوي" إلى دمشق من قاعدة"T4" ، لكنه شدّد على أن هذه الطائرات غير قادرة على مهاجمة العمق الإسرائيلي.
وتطرّق زاعيرا إلى مصر فقال إنها تخشى من عملية إسرائيلية، ولذا بدأت بإجراء مناورة تشمل الجهوزية لمواجهة احتمال قيام إسرائيل باستغلال حلول الظلام لإدخال قوات مستعربين لمهاجمة مواقع ومعسكرات في العمق المصري، وأشار إلى وجود نحو 1100 بطارية مدفع في منطقة قناة السويس، وإلى اقتراب دبابات كثيرة إلى خط الجبهة.
وقال زاعيرا إن سورية أيضاً كانت تخشى من هجوم إسرائيلي، وبناء على ذلك هناك حالة من التوتر في مصر وسورية ومخاوف جدية من احتمال هجوم إسرائيلي على الطرفين. وأضاف أن ما أجّج هذه المخاوف هو سلسلة عمليات أجراها الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، بينها عملية إسقاط 12 طائرة سورية من طراز "ميغ" قبل الجلسة بثلاثة أسابيع، ومناورات كبيرة لفرقة المظليين في شبه جزيرة سيناء [التي كانت تحتلها إسرائيل]، وطلعات جوية كثيرة بهدف التصوير في مصر وسورية. وفي رأيه فإن كل ذلك عزز الشعور بأن إسرائيل على وشك شن هجوم.
وأضاف زاعيرا أنه في صباح ومساء يوم 5 تشرين الأول/ أكتوبر 1973 حدث أمران مهمان: الأول، أن روسيا أرسلت 11 طائرة شحن، 6 منها إلى مصر و5 إلى سورية، من دون أن يتضح الهدف منها، وربما من أجل إخراج أفراد روس من هناك، أو بسبب مخاوف روسية من هجوم إسرائيلي، وقد تكون لأسباب داخلية تتصل بالعلاقات بين الاتحاد السوفياتي ومصر وسورية؛ الثاني، مغادرة قطع البحرية الروسية ميناء الإسكندرية، ووصف ذلك بأنه "أمر نادر جداً". وقال إن كل ما ذكره لا يغير من التقديرات الأساسية للاستخبارات العسكرية التي تشير إلى أن احتمالات اندلاع الحرب بمبادرة مصر وسورية لا تزال ضئيلة للغاية. وأكد أن احتمال أن يكون هناك هجوم سوري ومصري منسق ضئيل، وربما أقل من ضئيل.
وفي النهاية أعرب زاعيرا عن اعتقاده بأن الأمور لا تسير في وجهة اندلاع حرب.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة إلعازار إنه يوافق على تقديرات رئيس شعبة "أمان"، لكنه في الوقت عينه أكد أن الشرق الأوسط هو برميل مواد متفجرة، ولا بد من الحذر من احتمال وقوع هجوم مصري- سوري.
وأضاف أنه في حال بدأت مصر وسورية الهجوم، ستتلقى إسرائيل إنذاراً مسبقاً، وأشار إلى أن هناك عدة مصادر لتلقي مثل هذا الإنذار. وأكد أنه في حال حدوث هجوم كهذا، ستضطر إسرائيل إلى صدّه بواسطة القوات النظامية، أي بواسطة قوات سلاح الجو وكل القوات الموجودة في خطوط القتال.
وتحدث إلعازار عن احتمال تجنيد قوات أُخرى في حال اندلاع حرب، لكنه أشار إلى إشكالية تجنيدها في "يوم الغفران". وأجمل حديثه قائلاً إنه لا يعتقد بأن مصر وسورية تنويان البدء بالحرب.

 

المزيد ضمن العدد 2932