أنباء عن غارات إسرائيلية ضد ريف حماة وتقرير للجيش الإسرائيلي يؤكد مهاجمة أكثر من 200 هدف في سورية خلال السنة العبرية الفائتة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن الدفاعات الجوية السورية تصدّت أمس (الثلاثاء) لصواريخ وغارات إسرائيلية استهدفت ريف حماة، وأكدت أنه تم إسقاط بعض الصواريخ.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية إيرانية في محافظتي حماة وطرطوس.

وجاءت هذه الغارات في الوقت الذي نشر الجيش الإسرائيلي أمس تقريراً يلخص الأحداث الأمنية خلال السنة العبرية الفائتة، كشف فيه أنه هاجم أكثر من 200 هدف في سورية مرتبطة بالتموضع العسكري الإيراني وبمحاولات حزب الله وحركة "حماس" تعزيز قوتهما، كما هاجم شحنات أسلحة جاءت عن طريق إيران إلى سورية ولبنان.  

وأشار التقرير إلى أن هذه الهجمات شملت إسقاط 800 صاروخ وقنبلة، معظمها من مقاتلات حربية. كما تم تنفيذ العديد من الهجمات الأُخرى عن طريق السايبر، أو عن طريق عمليات برية لوحدات النخبة التابعة للجيش الإسرائيلي.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن التهديد الإيراني ما يزال يتصدر التهديدات التي تواجهها إسرائيل، وذكر أن إيران ساعدت سورية في استعادة معظم أراضيها مجدداً.

وقال التقرير إن الجيش الإسرائيلي كان مطّلعاً على نقل صواريخ من إيران إلى العراق ثم إلى سورية، وأشار إلى أن مواجهة تنظيم "داعش" أصبحت جزءاً من نشاطاته في السنوات الأخيرة، وادّعى أن لديه مساهمة كبيرة في هزيمة هذا التنظيم في المنطقة.

وذكر التقرير أن جيش الرئيس السوري بشار الأسد وبمساعدة روسيا بات يسيطر الآن بالكامل على 70% من المنطقة الجنوبية الغربية من الجولان التي تحد إسرائيل، بعد حملة عسكرية مكثفة لإجبار المتمردين على الانسحاب، في حين تمت إعادة القوات الإيرانية، التي شاركت هي أيضاً في الهجوم الذي نفذته قوات الأسد، إلى مسافة تبعد 80 كيلومتراً عن الحدود. وأضاف أن الفرق العسكرية في الجيش السوري، التي تركت مواقعها في الجزء السوري من هضبة الجولان مع بدء الحرب الأهلية، بدأت بالعودة إلى المنطقة، وانضمت إليها وحدات من الشرطة العسكرية الروسية، التي تراقب المنطقة لضمان الالتزام باتفاقيات وقف إطلاق النار.

وأشار التقرير إلى أنه في ضوء هذه التطورات، أنهى الجيش الإسرائيلي رسمياً "عملية حسن الجوار"، وهي عملية دخل في إطارها آلاف السوريين إلى إسرائيل لتلقي العلاج الطبي، بالإضافة إلى إدخال مواد غذائية وحاجات أساسية من إسرائيل إلى سورية.

وتطرّق تقرير الجيش الإسرائيلي إلى الأوضاع في قطاع غزة فأشار إلى أن مستوى العنف بين إسرائيل و"حماس" شهد تصعيداً منذ آذار/ مارس 2018 في منطقة الحدود مع غزة التي شهدت تظاهرات أسبوعية وتصعيدات متقطعة أطلقت خلالها فصائل فلسطينية قذائف هاون وصواريخ في اتجاه جنوب إسرائيل، ورّد الجيش الإسرائيلي بغارات جوية ضد بنى تحتية تابعة لـ"حماس" في القطاع. وأضاف أنه في الأسابيع الأخيرة، بدأ الوضع يهدأ على طول منطقة الحدود، حيث عادت القوات المسلحة لدى الطرفين بشكل بطيء إلى الحالة الطبيعية في ظل وقف إطلاق نار بحكم الأمر الواقع.

وقال التقرير إن إسرائيل و"حماس" تجريان مفاوضات على هدنة طويلة الأمد، تهدف إلى منع، أو على الأقل، إلى تأجيل مزيد من المواجهات بين الطرفين. وأضاف أن حركة "حماس" الحاكمة لغزة ستحافظ بصورة عامة على الهدوء في منطقة الحدود بموجب الاتفاق، وفي المقابل ستعرض إسرائيل سلسلة من المحفزات الاقتصادية للقطاع، أبرزها إمكان وصول أكبر إلى الطرق البحرية.

بموازاة ذلك حذر ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي من عواقب وخيمة محتملة لقرار الإدارة الأميركية القاضي بقطع المساعدات بشكل كامل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ["الأونروا"]، وقالوا إن هذه الخطوة من شأنها أن تجعل الظروف الإنسانية في قطاع غزة أكثر سوءاً.

وحذّر الضباط من أن هذا التطور، إلى جانب الصراعات الفلسطينية الداخلية، قد يشكل تهديداً لجهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة "حماس" ويزيد من احتمال اندلاع حرب أُخرى في القطاع.

كما أعرب الضباط عن معارضتهم اشتراط إسرائيل إعادة جثتي جنديين ومدنييْن إسرائيلييْن تحتجزهم الحركة في غزة لتقدُّم المحادثات مع حركة "حماس"، وأكدوا أنه على الرغم من ضغط الرأي العام فإن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب للمطالبة بهذا الأمر، وأن المحادثات في هذا الشأن يجب أن تُجرى في وقت لاحق.