لنتظاهر مع العرب غداً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • التظاهرة التي تقودها لجنة المتابعة العليا للجمهور العربي في إسرائيل التي ستجري غداً في ساحة رابين في تل أبيب، ستكون التظاهرة الأكثر أهمية في موجة الاحتجاج ضد قانون القومية، وهي أيضاً إحدى أهم التظاهرات التي ستجري في إسرائيل في السنوات الأخيرة.
  • لا يوجد في إسرائيل أقلية تتعرض للتمييز مثل الأقلية العربية، التي تعاني بصورة دائمة جرّاء عنصرية معيارية ومؤسساتية. فقانون القومية الذي أثار احتجاجاً مدنياً في جميع أوساط المجتمع الإسرائيلي، جرت هندسته بصورة خاصة لحرمان العرب حقوقهم، ولإخضاعهم لسيطرة اليهود، أسياد الدولة، أيضاً بثمن التضحية بالمساواة بين المواطنين. هذه النظرة تاريخياً ميزت أنظمة عنصرية وقمعية ، وتطبيقها في إسرائيل هو وصمة سوداء ليس فقط في تاريخ الدولة بل أيضاً في تاريخ الشعب اليهودي.
  • قانون القومية هو علامة بارزة قبيحة بشكل خاص في حملة نزع الشرعية التي يخوضها اليمين ضد العرب. وهدفها وسم العرب كأعداء وكطابور خامس، وزرع الفرقة بينهم وبين اليهود، وإخراجهم من المجتمع المدني. على هذه الخلفية، من المؤسف أن زعماء المعارضة الذين تبنوا بحماسة التظاهرة الاحتجاجية المحقة للدروز ضد قانون القومية، قرروا عدم المشاركة فيها.
  • لقد حضرت رئيسة المعارضة تظاهرة يوم السبت الماضي، لكنها أعلنت أنها لن تشارك في تظاهرة السبت المقبل لأن "جزءاً من أعضاء القائمة المشتركة لا يشاطرونني وجهة نظري في أن دولة إسرائيل هي دولة قومية لليهود". وصرحت في الوقت عينه بأنها "تؤمن بحقوق متساوية للجميع". وبهذه الطريقة هي تجسد استبطانها دعاية اليمين ضد اليسار. إذا كانت ليفني كما تقول تؤمن بالمساواة بين الجميع وتعارض قانون القومية، وهما موضوعا التظاهرة، ما صلة وجهة نظر أعضاء القائمة المشتركة بطابع دولة إسرائيل؟
  • يجب على ليفني الرد على التحدي الذي طرحه رؤوفين ريفلين على المجتمع الإسرائيلي في "خطاب الأسباط" [خطاب ألقاه ريفلين في مؤتمر هرتسليا سنة 2015] عندما أوضح أن مستقبل إسرائيل مرتبط بالتخلي عن فكرة أغلبية وأقلية لمصلحة نظرة شراكة مع الحريديم والعرب الذين لا يعرفّون أنفسهم كصهيونيين. إن مكان ليفني وجميع أعضاء المعارضة هو في الساحة إلى جانب الجمهور العربي، الذي نضاله هو نضال جميع الإسرائيليين، يهوداً أو عرباً.