هدوء حذر يسود مستوطنات غلاف غزة بعد توصّل إسرائيل و"حماس" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

شهدت مستوطنات غلاف غزة ليلة من الهدوء الحذر، وذكر مصدر إسرائيلي سياسي أن الطرفين اتفقا على أنه إذا توقفت "حماس" عن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة فإن إسرائيل هي أيضاً ستتوقف عن إطلاق النار. جاء هذا بعد سقوط صاروخ غراد على بئر السبع رد عليه الجيش الإسرائيلي بقصف مبنى من 5 طبقات تستخدمه "حماس" في مدينة غزة.

 وكانت الاتصالات قد تجددت بين "حماس" وإسرائيل من خلال الوساطة المصرية وموفد الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، بهدف إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل التدهور الذي حدث في اليومين الأخيرين.

وذكرت مصادر في إسرائيل أن فرص التوصل إلى تهدئة واسعة في المواجهة مع "حماس" ضعيفة بسبب الفجوات الكبيرة في المواقف بين الحركة وإسرائيل، وبين "حماس" والسلطة الفلسطينية. كما شهدت الاتصالات الجارية محاولة لجمع المال، وخصوصاً من قطر، من أجل تمويل مشاريع في القطاع. وتحدثت تقارير في الأسبوع الماضي عن زيارة قامت بها شخصيات إسرائيلية إلى قطر مؤخراً من أجل هذا الهدف. وشددت المؤسسة الأمنية على أن كل حادث يقع على السياج يمكن أن يؤدي إلى جولة عنف جديدة قد تكون أقسى بكثير من التي سبقتها.

من جهة أُخرى نقلت صحيفة هآرتس" (10/8/2018) عن دبلوماسيين غربيين أن وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بين "حماس" وإسرائيل ليس اتفاق التهدئة البعيد الأمد الذي عمل عليه موفد الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف ومصر، بل هو هدنة موقتة.

وأضافت الصحيفة أن التقديرات في إسرائيل هي أن فرص نشوب مواجهة واسعة النطاق قد تراجعت بصورة واضحة. وبحسب تقديرات المؤسسة الأمنية والمستوى السياسي، تفضّل "حماس" إنهاء الجولة الحالية في ضوء الأضرار التي تسببت بها الهجمات الإسرائيلية في اليومين الأخيرين.

وذكرت الصحيفة أن المجلس الوزاري المصغر عقد  أمس جلسة استمرت أربع ساعات للبحث في التصعيد في الجنوب، وفي نهاية الاجتماع أصدر المجلس بياناً جاء فيه: "لقد وجّه المجلس الوزاري المصغر تعليماته إلى الجيش بمواصلة العمل بقوة ضد العناصر الإرهابية". وأشار مصدر إسرائيلي إلى أن إسرائيل استمرت في مهاجمة "أهداف نوعية" في القطاع، على الرغم من أن "حماس" طلبت منذ ساعات الصباح وقف إطلاق النار من خلال الوسطاء.

وأضافت الصحيفة أن التقدير في إسرائيل هو أن "حماس" لا ترى في الجولة الأخيرة بداية لمعركة واسعة النطاق بل فرصة للضغط على خلفية المفاوضات الدائرة بشأن التسوية. لكن على الرغم من ذلك يشكك المسؤولون العسكريون في إمكان التوصل إلى تهدئة بعيدة الأمد مع "حماس". ومع عدم وجود تسوية، فإن الخطة الأفضل للطرفين هي العودة إلى التفاهمات التي جرى التوصل إليها بعد عملية "الجرف الصامد" في سنة 2014، مع مبادرات لتحسين الوضع الإنساني في القطاع.