الجيش الإسرائيلي عرض على المجلس الوزاري المصغر سيناريوهات حرب ضد حزب الله
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • قبل عدة أسابيع عرض الجيش الإسرائيلي على المجلس الوزاري المصغر سيناريوهات تتعلق بنشوب حرب محتملة على الحدود الشمالية وانعكاساتها على الجبهة الداخلية. وقد فصّل ضباط كبار في الجيش حسابات الأضرار المحتملة في حال وقوع معركة قصيرة في مواجهة حزب الله في لبنان (نحو عشرة أيام)، ومعركة متوسطة الأمد (نحو ثلاثة أسابيع) ومعركة طويلة الأمد تستمر أكثر من شهر.
  • المعلومات التي قُدمت هي جزء من تعميق معرفة المجلس الوزاري المصغر بالقضايا الأمنية وليست ناجمة عن تقدير جديد يتعلق بازدياد فرص نشوب حرب في الشمال، إذ ما تزال الاستخبارات الإسرائيلية تقدر أن فرص حرب يبادر إليها حزب الله أو إيران في الشمال ما تزال ضعيفة. المصدر الأساسي للقلق ناجم عن أن تؤدي حوادث محلية في سورية ولبنان إلى التدهور بخلاف رغبة الطرفين.
  • بحسب تقارير متعددة ظهرت في السنوات الأخيرة، يملك حزب الله ما بين 120 و130 ألف صاروخ وقذيفة، أكثرها قصير ومتوسط المدى. يبلغ مدى 90% من الصواريخ 45 كيلومتراً، وهو ما يشكل خطراً على البلدات في منطقة حيفا وإلى الشمال منها. وتحمل أغلبية الصواريخ رؤوساً متفجرة بوزن يصل إلى 10 كيلوغرامات. الملاجىء التي يفرض القانون بناءها في كل مبنى جديد منذ أواسط التسعينيات مبنية بطريقة من شأنها أن تقدم حماية كافية ضد مثل هذه الصواريخ التي لا تستطيع خرق السقوف المحصنة.
  • اشتمل السيناريو المقدم تحليلاً تقديرياً لعدد الصواريخ التي ستُطلق بمعدل يومي، ونسبة الاعتراضات المتوقعة، ونسبة سقوط هذه الصواريخ في الأماكن المبنية مقارنة بالأماكن المفتوحة، والعدد التقديري للمصابين.
  • عندما ستنشب معركة شاملة في الشمال، إذا نشبت، ينوي الجيش إجلاء مئات الآلاف من السكان الموجودين في مدى الصواريخ إلى أماكن متعددة في شتى أنحاء البلد. وكما ذكرت "هآرتس" قبل نحو سنة ونصف السنة، تشمل الخطة إخلاء كامل للبلدات باستثناء المكلفين بالقيام بمهمات في حالات الطوارىء، في القطاع القريب من حدود لبنان. وتقضي الخطة الأساسية بإجلاء 78 ألف شخص من 50 بلدة تقع على بعد 4 كيلومترات من الحدود، لكن هناك نية أيضاً لمساعدة السكان الراغبين في مغادرة بلدات تقع على مسافة أبعد من الحدود.
  • في إطار الخطة جرى "ربط" سلطات محلية قريبة من الحدود بسلطات بعيدة أكثر، مهمتها المساعدة في استيعاب السكان. وقد أعدت السلطات قائمة بأسماء الأشخاص من ذوي الحاجات الخاصة، وقائمة بمراكز الاستيعاب والأسرة. وبالاستناد إلى الاستطلاعات التي أُجريت، تقدر قيادة الجبهة الداخلية أن أكثر من نصف السكان سيفضلون الذهاب بأنفسهم إلى أصدقاء وأفراد من العائلة في مناطق أُخرى من البلد، ولن يحتاجوا إلى المساعدة لإسكانهم في مراكز اجتماعية ومدارس أو فنادق. وستكون قيادة الجبهة الداخلية هي المسؤولة عن عملية الإخلاء بحد ذاتها، بينما تعالج وزارة الداخلية استيعاب الذين جرى إجلاؤهم.
  • في حال وقوع حرب ستواجه إسرائيل معضلة هي: هل تشغل منصة الغاز تمار؟ التقدير المعقول هو أن يتوقف تشغيل المنصة خوفاً من وقوع ضرر لا يمكن إصلاحه، على الرغم من أن المنصة ستكون محمية بمنظومات اعتراضية من منظومة الدفاع الجوي ومن سلاح البحر، بينما إصابتها خلال تشغيلها يمكن أن تتسبب بضرر سيستغرق إصلاحه سنوات طويلة. وفي المقابل يحتاج ترميم إصابة منصة متوقفة عن العمل إلى عدة أسابيع. بناء على ذلك من المعقول، إذا نشبت حرب، أن تتوقف المنصة عن العمل، وستضطر شركة الكهرباء ووزارة الطاقة إلى الانتقال إلى سياسة "إدارة الطلب" في قطاع الكهرباء، أي أنهما ستبادران لأول مرة إلى تقنين الكهرباء طوال الحرب في شتى أنحاء البلد.
  • حددت قيادة الجبهة الداخلية وسلطة الطوارىء الوطنية 50 بنية تحتية في البلد بأنها حساسة وتتطلب حماية واسعة النطاق. وتضم القائمة منشآت الطاقة والمواصلات. وفي السنوات الأخيرة جرى تحصين نحو 20% من هذه البنى، إذ أُضيفت طبقات إضافية من الباطون فوق هذه المواقع الحساسة، لمنع تعرض الاقتصاد لضرر كبير نتيجة سقوط الصواريخ. وعند نشر منظومات البطاريات الاعتراضية سيركز الجيش بصورة خاصة على هذه المواقع، بالإضافة إلى قواعد سلاح الجو وعدة معسكرات إضافية للجيش.
  • إحدى المسائل التي تقلق كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي تتصل بالفجوة في تطلعات الجمهور الإسرائيلي، مع الأخذ في الحسبان تجربته في المنظومات التي هاجمت الجبهة الداخلية في الماضي، بالنسبة إلى ما هو متوقع في مواجهة واسعة النطاق في شمال إسرائيل. خلال العمليتين العسكريتين الأخيرتين في قطاع غزة، عمود سحاب، والجرف الصامد، وصلت منظومة القبة الحديدية إلى نسبة اعتراض ناجحة تقدَّر بنحو 90% للصواريخ التي أُطلقت على مناطق مبنية. هذه الحقيقة أوحت بشعور مبالغ فيه بالثقة لدى سكان وسط إسرائيل ودفعت كثيرين إلى تجاهل التوجيهات الأمنية في زمن الحرب. لكن معركة في الشمال ستجبر إسرائيل على مواجهة سقوط عدة مئات من الصواريخ يومياً وستؤدي إلى إصابة الجبهة الداخلية إصابة قاسية سواء في الشمال أو في الوسط.
  • مع حجم إطلاق الصواريخ والعدد المحدود للصواريخ الاعتراضية التي تملكها إسرائيل، ليس من المتوقع أن يسمح ذلك بنسبة اعتراض مشابهة في سيناريو حرب في الشمال. وتقليص إصابة المدنيين مرتبط بإجلاء السكان من المناطق المتاخمة للحدود، وبنسبة انصياع أعلى من جانب المواطنين لتوجيهات الدفاع في الجبهة الداخلية (لأن الملاجىء قادرة على مواجهة أغلبية أنواع القصف باستثناء الإصابة بصواريخ تحمل رؤوساً متفجرة ثقيلة). إن تحسُّن منظومة الإنذار القادرة اليوم على اكتشاف إطلاق الصواريخ بصورة أكثر دقة، وعلى أن تتوقع أيضاً منطقة سقوطها بدقة، يمكن أن يسهل عملية تحذير الجمهور في الوقت الملائم.
  • مؤخراً قامت قيادة الجبهة الداخلية بتطوير برنامج كمبيوتر سيوضع في خدمة السلطات المحلية ويسمح بتحديد مكان الإصابة وفق مجموعة مقاييس يمكن أن تسهل عمل أجهزة الإنقاذ. ومنذ اللحظة التي يُحدَّد فيها مكان الاصابة، سيكون في الإمكان، وبسرعة، تقديم تفاصيل تتعلق بعدد السكان الذين يقيمون بالمبنى وأصحاب الحاجات الخاصة بينهم.