•تبيّن بعد يوم واحد من الاجتماع الذي عقده رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، أول أمس (الأربعاء)، أنه طُرح في أروقة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية اقتراح يدعو إلى مطالبة الروس بإبعاد الإيرانيين وحزب الله مسافة 80 كيلومتراً على الأقل عن منطقة الحدود بين إسرائيل وسورية [في هضبة الجولان]، وذلك كخطوة موقتة إلى أن تتم الاستجابة للمطلب الإسرائيلي بانسحاب القوات الإيرانية بشكل كامل من الأراضي السورية، وهو المطلب الذي لا تزال روسيا ترفضه حتى الآن.
•ويمكن القول إن المعنى العملي لهذا المطلب الإسرائيلي الأمني هو إتاحة المجال أمام الجيش الإسرائيلي للمساس بأي هدف عسكري إيراني في نطاق هذا الحيّز الجغرافي، بالإضافة إلى استمرار اتّباع السياسة القائمة التي تقضي بمنع أي تموضع عسكري إيراني في الأراضي السورية، ومنع إدخال أي أسلحة متقدمة إلى سورية. وفي الأسبوع الأخير شنّت طائرات إسرائيلية غارات على ما يبدو أنه شحنة أسلحة إيرانية أُخرى وصلت إلى المطار العسكري السوري T4، ويمكن الافتراض أنه كان هناك غارات أُخرى لم تُنشر أنباء عنها في وسائل الإعلام.
•وشهد الأسبوع الحالي عدة تطورات في منطقة الحدود بين إسرائيل وسورية، بينها استكمال جيش الرئيس السوري بشار الأسد سيطرته على منطقة درعا، وتقدُّمه نحو القسم السوري من هضبة الجولان، وقيام طائرة سورية مسيّرة باختراق الأجواء الإسرائيلية. ووفقاً لتقديرات الاستخبارات، فإن هذه الطائرة كانت تقوم بمهمة ضد المتمردين ومرت بشكل خاطئ فوق الأجواء الأردنية ثم فوق بحيرة طبرية. وقبل إسقاطها تأكدت إسرائيل من أنها ليست تابعة لسلاح الجو الروسي، كي لا تحرج نتنياهو قبل اجتماعه ببوتين.
•ولا بد من القول إنه إلى جانب عناصر السياسة المذكورة أعلاه، التي تتبعها إسرائيل إزاء آخر التطورات في سورية، ترى الحكومة الإسرائيلية أن وصول قوات جيش الأسد إلى منطقة الحدود في هضبة الجولان يمكن أن ينطوي على فرصة للتسوية والاستقرار، في ضوء أنه قد يصبح هناك عنوان واضح في الجانب الثاني لأي خرق يحدث في تلك المنطقة.
•على صعيد آخر أكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار أن حجم المساعدات الإيرانية لحزب الله تقلص مرة أُخرى خلال السنة الأخيرة، وانخفض من 850 مليون دولار قبل سنة إلى 600-700 مليون دولار خلال السنة الحالية. وكان حجم هذه المساعدات قبل 4-5 سنوات نحو مليار دولار وأكثر. مع ذلك، تشير التقديرات في إسرائيل إلى أنه على الرغم من الضائقة الاقتصادية التي يتسبب بها هذا التقليص لحزب الله، سيواصل الحزب تركيز جهوده الرامية إلى تحسين مستوى دقة الصواريخ البعيدة المدى التي في حيازته، وهو يرى في ذلك هدفاً أعلى يجب تحقيقه.