وفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي، الفترة القليلة المقبلة ستشهد زيادة حدة التوتر في منطقة الحدود مع سورية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•يمكن القول إن بعد مرور شهرين على يوم المعارك مع الحرس الثوري الإيراني في منطقة الحدود مع سورية، والهدوء السائد، على الأقل في وسائل الإعلام، لم يعد الواقع الأمني المعقد في المنطقة الشمالية يتصدر جدول الأعمال الإسرائيلي العام.

•وجاء الهجوم [الصاروخي] أمس (الثلاثاء) بالقرب من مطار دمشق الدولي، الذي نُسب إلى إسرائيل، بمثابة تذكير سريع بأن الوضع في الجبهة الشمالية ما يزال بعيداً عن الهدوء والاستقرار. ومع أن المسؤولين في إسرائيل لم يؤكدوا الهجوم الأخير، إلاّ إنه ليس سراً استمرار سلاح الجو الإسرائيلي القيام بعملياته في الأجواء السورية خلال الشهرين الفائتين.

•إن ما يحدث [في الجبهة الشمالية] هو جزء بسيط من التوتر، ومن المتوقع أن يتصاعد أكثر فأكثر في غضون الفترة القليلة المقبلة. فالحرب الأهلية السورية آخذة بالاقتراب من إسرائيل، والجيش الإسرائيلي يتعقب التطورات أولاً بأول. وتستعد قوات الرئيس بشار الأسد لخوض معارك حاسمة في جنوب سورية، بمحاذاة منطقة الحدود مع إسرائيل [في هضبة الجولان]. والتقديرات السائدة لدى قيادة الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن الأسد معني باحتلال المناطق المحاذية للحدود في الجولان.

•ولا شك في أن أي عملية عسكرية من هذا النوع من شأنها أن تؤدي إلى دخول قوات عسكرية سورية إلى المنطقة العازلة مع إسرائيل، وإلى خرق واضح لاتفاق فصل القوات بين سورية وإسرائيل. وفي مثل هذه الحالة فإن معضلة كبيرة ستواجه القيادتين السياسية والأمنية في إسرائيل.

•في الوقت الحالي يتم توجيه جل الجهود في المسار السياسي، في مقابل الأميركيين والروس. وتفضل قيادة الجيش الإسرائيلي حل الأمور سياسياً، لكنها في الوقت عينه لا تنوي التنازل بهذا الشأن.

•وفي كل الأحوال، إذا تصاعدت حدة القتال في الأيام القريبة، من المتوقع، وفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي، أن تزداد عمليات إطلاق النار العشوائية من الأراضي السورية في اتجاه إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى ردات فعل عسكرية إسرائيلية، وإلى زيادة حدة التوتر في تلك المنطقة.

•ولا ترى إسرائيل أن دخول قوات عسكرية سورية إلى المنطقة العازلة في الجولان هو المشكلة المتوقعة الوحيدة، إذ ثمة خط أحمر آخر من ناحية إسرائيل هو ألاّ يستعين جيش الأسد في القتال بمحاذاة منطقة الحدود مع إسرائيل بقوات أُخرى، على غرار الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، أو ربما مقاتلين من حزب الله.

•وما عدا مثل هذا السيناريو، فإن ما يقلق إسرائيل أكثر فأكثر على المدى البعيد، هو بقاء قوات عسكرية موالية لإيران أو مرتبطة بحزب الله في الأراضي السورية، وتكون قريبة من منطقة الحدود في الجولان. وهذا الأمر يشكل خطاً أحمر آخر، يؤكد المسؤولون في القدس عدم استعدادهم للتسليم به بتاتاً، كون ذلك يشكل تهديداً للهدوء في منطقة الحدود الشمالية.

•وتخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من احتمال قيام تلك القوات الموالية لإيران بالاندماج ظاهرياً في صفوف الجيش السوري. وتتابع الاستخبارات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة مثل هذا الاحتمال، بغية تحليل الخطوات العسكرية المتوقعة، وبهدف استخدام المعطيات التي يتم جمعها من الناحيتين السياسية والدبلوماسية.

 

•إن الإشارة الأولى لتصاعد التوتر في منطقة الحدود مع سورية حدثت قبل هجوم أمس. فيوم الأحد الفائت قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق صاروخ من بطارية صواريخ "باتريوت" في اتجاه طائرة مسيّرة كانت تحلق فوق الأجواء السورية وتقترب من منطقة الحدود مع إسرائيل. وأضاف البيان أنه نتيجة إطلاق الصاروخ ابتعدت هذه الطائرة عن منطقة الحدود، ولم يتم رصد إصابتها بالصاروخ. وكلما اقترب القتال من منطقة الحدود من المتوقع ازدياد مثل هذه الحوادث. ولا شك في أن هذا الوضع يعمق الحاجة لدى كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة إلى عدم الدخول في مواجهة عسكرية مع "حماس" في هذا الوقت.