•مرّ نحو أسبوع على جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة، عندما قامت حركة "حماس" بإطلاق نحو 50 صاروخاً وقذيفة صاروخية في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، ردّاً على الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
•وما يجب ملاحظته هو أن الجيش الإسرائيلي حافظ على الانضباط منذ تلك الجولة من التصعيد، وعلى الرغم من استمرار "إرهاب الطائرات الورقية" امتنع الجيش من مهاجمة أهداف بنى تحتية تابعة لـ"حماس" في القطاع. ويمكن التقدير أن الغاية من هذا الانضباط الحؤول دون حدوث تصعيد آخر من شأنه أن يجرّ إلى مواجهة أشد وأدهى.
•لكن مع ذلك لم يطرأ أي تغيير في الميدان، واستمر "إرهاب الطائرات الورقية" الموجّه نحو مستوطنات المنطقة الجنوبية. صحيح أن الصناعات الأمنية الإسرائيلية سرّعت عمليات تطوير منظومات جديدة [لمواجهة الطائرات الورقية] وتجريبها، لكن حتى الآن لم يتم إيجاد حلول ناضجة لهذه المشكلة الحارقة.
•وعلى خلفية النقد الموجّه إلى سياسة الرد التي يتبعها الجيش الإسرائيلي، والضغط المتصاعد على المؤسسة السياسية، قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس (الأحد) إن حركة "حماس" تمارس "إرهاب الطائرات الورقية" منذ بدايته وحتى الآن. ويبدو أن هذا البيان ينطوي على دلالة عملانية، وهو ليس مجرد كلمات تُطلق في الهواء.
•يشمل بيان الجيش الإسرائيلي، الذي حصلنا على نسخة منه، كشف كيفية تنفيذ "إرهاب الطائرات الورقية"، بما في ذلك القيادة والسيطرة، والطريقة التي يقوم بواسطتها قادة "حماس" بتشغيل الناشطين الميدانيين وتزويدهم بالمواد المتفجرة وبناء الطائرات الورقية وعمليات إطلاقها. وهو كشف لا يهدف إلى تحقيق غايات دعائية فقط. ومن ناحية عملية، يمهّد هذا البيان الأرضية لمهاجمة الخلايا "الإرهابية" التي تقوم بإطلاق الطائرات الورقية، فضلاً عن أنه ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يتصرف عسكرياً بما يتلاءم مع مواجهة هذا النوع من "الإرهاب".
•لا يعني هذا التغيير أنه منذ اللحظة الحالية سيكون كل من يطلق طائرات ورقية أو بالونات متفجرة عرضة لنيران طائرات الجيش الإسرائيلي. ويمكن الافتراض أن قيادة الجيش ستأخذ في الاعتبار حسابات أُخرى، وتنتظر فرصاً عملانية مريحة. ومع ذلك، لا بد من القول إن بيان الجيش يوم أمس يوجّه رسالة إلى "حماس" فحواها أن مرحلة الانضباط انتهت، وأن عنوان المرحلة المقبلة واحد ووحيد، وهو "حماس". كما أن كشف النقاب عن أسماء أفراد "حماس" الضالعين في "إرهاب الطائرات الورقية" وصورهم يهدف إلى زيادة الضغط، والتلميح إلى احتمال المساس بهم أيضاً.