مرة أُخرى، أوقفوا إطلاق النار
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•مجدداً، سيقف اليوم متظاهرو "مسيرة العودة" في قطاع غزة وجهاً لوجه في مواجهة جنود الجيش الإسرائيلي. يجب أن نمنع تحوّل يوم الجمعة، الخامس على التوالي، إلى يوم أخير من حياة شبان يائسين عزل لا يشكلون خطراً على أحد، وإلى يوم سيتحول فيه مزيد من الشبان اليائسين العزل إلى معوّقين طوال حياتهم.

•الأمر رهن بالجيش الإسرائيلي وقادته. يوم الجمعة الخامس في سلسسلة هذه التظاهرات يجب أن يؤدي أخيراً إلى وقف استخدام الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي والقاتل ضد متظاهرين عزل. يجب أن ينتهي هذا اليوم من دون إصابات.

•يوم أمس، مات الضحية الـ40 متأثراً بجراحه جرّاء إطلاق النار على المتظاهرين. إنه المصور الصحافي أحمد أبو حسين، الذي أُصيب بجروح خطرة في بطنه قبل أسبوعين بنيران القناصة. أبو حسين هو واحد من أربعة جرحى فقط، بينهم ولد في الـ11 من عمره بُترت ساقة، سمحت إسرائيل بنقلهم إلى مستشفى في رام الله. وحتى نقل هؤلاء الجرحى لم يُسمح به إلاّ بعد تقديم التماس إلى محكمة العدل العليا. ومن مجموع 5511 جريحاً في التظاهرات بالقرب من السياج أُصيب 1700 بالرصاص الحي.

•بحسب شهادات أطباء في غزة، كانت الجروح هذه المرة بالغة جداً. سقوط آلاف الجرحى هو رقم مُرعب في ضوء حقيقة أن المتظاهرين الذين يقف الجيش الإسرائيلي في مواجهتهم هم بصورة عامة غير عنيفين. وعدم سماح المؤسسة الأمنية بتوجيهات من وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بتقديم المعالجة الطبية للجرحى في رام الله أو إسرائيل، في ضوء انهيار الجهاز الصحي في غزة، يزيد الطين بلة. في النهاية توفي أبو حسين في مستشفى في إسرائيل، بعد تدهور وضعه.

 

•القتلى الأربعون في التظاهرات كانوا كلهم من الشبان الصغار، بينهم ولدان. لقد كان في الإمكان  الحؤول دون قتلهم، لو كُبح استخدام الجيش الإسرائيلي للرصاص الحي الذي أُطلقه على المتظاهرين. إن التراجع المستمر في عدد المصابين من أسبوع إلى أسبوع، وهو منحى مستمر، ليس نابعاً فقط من تقلص عدد المتظاهرين من أسبوع إلى أسبوع. إنه يدل أيضاً على ضبط نسبي للنفس في سلوك جنود الجيش الإسرائيلي. هذا لا يكفي. يجب على الجيش الإسرائيلي أن يضع لنفسه منذ اليوم هدفاً واضحاً: صفر مصابين، ما داموا لا يشكلون خطراً على حياة أحد.