"حماس" لا تملك قدرات وبنى تحتية عملانية لتنفيذ عمليات في الخارج
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•يجب عدم الاستخفاف بتهديدات "حماس" بتنفيذ هجمات في الخارج ضد أهداف وشخصيات إسرائيلية رداً على اغتيال د. فادي البطش في ماليزيا. لكن أيضاً لا داعي للذعر. إن قدرة الحركة على تنفيذ هجمات إرهابية خارج حدود إسرائيل والضفة الغربية وغزة محدودة. وهذا أقل ما يقال.

•"حماس" والجهاد الإسلامي" هما التنظيمان الفلسطينيان الوحيدان اللذان لم يهاجما أهدافاً أو شخصيات إسرائيلية أو يهودية في الخارج. جميع الفصائل الفلسطينية الموجودة، أو تلك التي لم تعد موجودة، حاولت وأيضاً نجحت في مرحلة أو في أُخرى في تنفيذ هجمات إرهابية خارج حدود الدولة.

•تملك "حماس" فرعاً للعلاقات الخارجية يعمل بصورة أساسية من أجل تحسين علاقات الحركة بالدول العربية أو الإسلامية المؤيدة لها، مثل قطر، ولبنان، وتونس، وتركيا، وماليزيا، وباكستان وأندونيسيا. الغرض من هذه العلاقة إقامة علاقات سياسية وتجنيد ناشطين وجمع أموال. 

•مع ذلك، في السنوات الأخيرة زادت "حماٍس" جهودها لتوسيع وجودها في مزيد من الدول، وتعميقه في الدول التي توجد فيها. الهدف من هذا الجهد هو بالدرجة الأولى تحسين قدراتها العسكرية.

•يمكن تسمية الظاهرة "الفرع الخارجي" لمنظومة البحث والتطوير للحركة.  وتعرف "حماس" أنه بفضل المعلومات الاستخباراتية الدقيقة لدى إسرائيل وتضافرها مع عمليات سلاح الجو، تتحرك كلما سنحت الفرصة ضد المعامل ومعاهد التطوير التي أُقيمت سراً في القطاع، والتي تهدف إلى تحسين دقة صواريخها وزيادة مداها، وكذلك إلى تأسيس ذراع بحرية.

•بهدف إبعاد معرفتها وتكنولوجيتها عن مدى هجمات إسرائيل، بدأت "حماس" بإرسال علمائها ومهندسيها للدراسة في الخارج، أو الاستعانة بهم لدى وجودهم هناك. وهنالك سبب آخر لذلك: لأسباب تخصّها، وأيضاً بسبب الضغط المزودج عليها من جانب إسرائيل ومصر، تواجه "حماس" صعوبة في إقامة علاقة مثل تلك التي كانت موجودة في الماضي مع إيران، التي هي المدرب والمعلم الأساسي لها في تطوير وسائل قتالية جديدة.

•وبحسب تقارير أجنبية تتابع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هذه التطورات وتعالجها أيضاً. في سنة 2013 خُطف من أوكرانيا ضرار أبو سيسي، مهندس كهرباء يعمل في خدمة "حماس"، وأحيل إلى المحاكمة في إسرائيل. في كانون الأول/ديسمبر اغتيل في تونس محمد الزواري، وفي كانون الثاني/يناير 2018 وقعت محاولة اغتيال محمد حمدان في لبنان. كل هؤلاء كانوا خبراء وأشخاصاً عملانيين عملوا في الجهاز التكنولوجي لـ"حماس"، في تطوير طائرات من دون طيار وصواريخ أكثر دقة.

•لكن على الرغم من جهود الحركة في إقامة قواعد بعيدة عن قطاع غزة، وحتى بعيدة عن الشرق الأوسط، تخدم أهدافها في المجال التكنولوجي، وفي تطوير معرفة بالوسائل القتالية وتجنيد ناشطين، فإن "حماس" ما تزال لا تملك القدرة والبنية التحتية العملانية لتنفيذ هجمات في الخارج.

•هناك قيد إضافي يثقل عليها هو عدم وجود دولة مؤيدة لها يمكن أن تساعدها في تهريب وسائل القتال، مثل المساعدة التي حصلت عليها الحركة في الماضي من تنظيمات إرهابية فلسطينية من العراق وسورية وليبيا، ومثلما تساعد إيران حزب الله. وختاماً، كما أسلفنا، يجب عدم الاستخفاف بالتهديدات. إذا استمروا في "حماس" في جهودهم وكانوا مصرين على إقامة جهاز لتنفيذ هجمات في الخارج، فإنهم يستطيعون النجاح في ذلك، على الأقل في المدى البعيد.