من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية خلصت أوروبا والعالم كله من الخوف من الفاشية. جنون العظمة عند أدولوف هتلر دمر القوتين التوتاليتاريتين، ألمانيا واليابان، وعنصريته المجنونة لطخت لسنوات الحركات الفاشية أينما كانت. لقد كان لا مفرّ من مرور 80 عاماً كي تبدأ التيارات العميقة التي أدت إلى صعود الفاشية بالظهور من جديد على سطح الأرض.
•التاريخ لا يتكرر لكن ظروفاً مشابهة تدفع نحو اتجاهات مشابهة. يختلف ملايين اللاجئين من الدول الإسلامية المشتبه بأنهم إرهابيون عن ملايين الأجانب الذين أغرقوا أوروبا وأميركا قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها، والذين اتُّهموا بأنهم شيوعيون. الانهيار الاقتصادي الذي حدث في 2008 لا يشبه الانهيار في 1929، وثورة المعلومات المحوسبة التي بدأت في مطلع القرن الحادي والعشرين تختلف عن الثورة الصناعية في مطلع القرن الماضي، والنضالات من أجل الأقليات والمساواة كانت ما تزال آنذاك في بداياتها. لكن الشعور بعدم الأمان لدى شرائح واسعة من الناس الذين تقوض عالمهم هو شعور مشابه. في مثل هذه الظروف يتوق الناس إلى مجيء الحامي والمخلص، إلى دوتشيه مثل موسوليني، أو إلى قائد مثل فرانكو، كي يخلصهم ويعيد النظام.
•حتى الذين يرفضون هذا التشخيص، لا يستطيعون تجاهل الأعراض التي بدأت تظهر في وقت واحد في شتى أنحاء العالم، من هنغاريا وبولندة وحتى فرنسا وإيطاليا وألمانيا حيث تزداد الحركات القومية قوة، ومن روسيا التي يحكمها بوتين مثل ديكتاتور، وصولاً إلى الصين التي اختارت اليوم شي جيانغ بينغ رئيساً مدى الحياة.
•يركب ترامب ونتنياهو موجة القومية المتصاعدة وكراهية الأجانب والتهويل من المستقبل. ويحكم الاثنان بالاستناد إلى "قاعدة" انتخابية تعوض عن كونها أقلية بحماستها الإيديولوجية وولائها المطلق للزعيم: تفرض القاعدة الرعب في الحزب، والحزب يدير الدولة. الرجلان يحاربان وسائل الإعلام، ويستخفان بالنخبة، ويسخران من القيم الليبرالية ويخوضان حرباً شرسة ضد سلطة القانون. والاثنان تحالفا مع المتدينين الذين يدفعون قدماً بمصالحهم ويتجاهلون أخطاء الزعيم.
•يفضل ترامب ونتنياهو مصلحتهما الشخصية على مصلحة بلدهما ولذلك يعتبران كل محاولات توجيه النقد أو التحقيق معهما أو إحالتهما على المحاكمة مؤامرة ضد السلطة. لقد أظهر ترامب منذ البداية استعداداً، ظهر لدى نتيناهو فقط في الانتخابات الأخيرة، لتجاهل الأضواء الحمراء، ولإيقاظ الشياطين النائمة وكسر الأدوات والقواعد في الصراع من أجل انتخابه ومن أجل حكمه وبقائه. وإذا لم يُكبحا من خلال الإجراءات القانونية، فإن القرار سيكون في يد الجمهور. ولذا، فالانتخابات التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل للكونغرس مثل الانتخابات التي ستجري في إسرائيل، إذا ترأس نتنياهو اليمين، ستكون بمثابة منعطف، وستشكل فرصة أُخرى لعدم الوقوع في الهاوية البغيضة المعروفة من أيام الماضي.