قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي العميد رونين مينليس إن تحقيقاً أولياً أجراه الجيش، بشأن الهجوم الذي وقع صباح أمس (الخميس) ضد دورية عسكرية إسرائيلية خارج قطاع غزة، أظهر أنه بالإضافة إلى العبوتين الناسفتين اللتين تم تفجيرهما بالقرب من السياج الأمني في منطقة الحدود مع القطاع تم على ما يبدو إطلاق صاروخ مضاد للدبابات باتجاه الدورية.
ووصف مينليس هذا الهجوم بأنه خطر للغاية على الرغم من عدم تسببه بوقوع إصابات بشرية بين صفوف الجنود أو بوقوع أضرار جسيمة للمركبة.
وأضاف مينليس أن الجيش الإسرائيلي لم يتوصل بعد إلى معرفة هوية المنظمة المسؤولة عن الهجوم، لكنه يعمل على تحديد ذلك. وأشار إلى أن هذا الهجوم جاء كما يبدو كجزء من اتجاه آخذ بالازدياد في صفوف الفصائل الفلسطينية، ولا سيما حركة "حماس"، ويسعى لاستخدام أعمال شغب واضطرابات عادية تجري في منطقة الحدود مع غزة كغطاء لنشاطاتها العسكرية.
وكان بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أشار إلى أنه تم تفعيل العبوتين الناسفتين حوالي الساعة السادسة من صباح أمس من داخل غزة، على بعد نحو 100 متر من السياج الأمني، غربي كيبوتس ناحل عوز، ولم تنفجر القنبلتان معاً وإنما بفارق بضع دقائق بينهما. واستهدف الهجوم مجموعة جنود كانت في مركبة عسكرية في إطار دورية روتينية على طول الجانب الإسرائيلي من الحدود مع غزة.
وأشار البيان إلى أن هذا الهجوم هو الأول من نوعه منذ عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة في صيف 2014. كما أشار إلى أن الليلة قبل الماضية شهدت ضباباً كما أن منطقة الحدود شهدت احتجاجات عنيفة هذا الأسبوع، وهما عاملان من الممكن أن يكونا قد استُغلا كغطاء من جانب من قام بزرع العبوات الناسفة.
وردّاً على ذلك شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على 5 مواقع تابعة لحركتي "حماس" والجهاد الإسلامي في غزة.
وقالت مصادر فلسطينية إن هذه الغارات أدت إلى مقتل شخصين.
وذكرت مصادر رفيعة في قيادة الجيش الإسرائيلي أن موضوع إبقاء الفلسطينيين بعيدين عن المنطقة الحدودية يضع تحديات تقنية أمام الجيش. وأشارت إلى أنه في الأسبوع الفائت استخدمت القوات الإسرائيلية لأول مرة طائرة مُسيّرة لرش المتظاهرين في هذه المنطقة بغاز مسيل للدموع.
وأضافت هذه المصادر أن أيام الجمعة هي أكثر أيام تشهد احتجاجات فلسطينية، إذ يشارك عادة المئات من الغزيين في تظاهرات عنيفة على السياج الحدودي، ويقومون بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه القوات الإسرائيلية على الطرف الآخر. ومن المقرر تنظيم تظاهرة كبيرة يوم 30 آذار/ مارس الحالي في مناسبة ذكرى يوم الأرض.
وأضافت المصادر نفسها أن العبوات الناسفة اليدوية الصنع طالما شكلت مصدر قلق للجيش الإسرائيلي في غزة، لأنها سهلة الصنع وغير مكلفة نسبياً ويمكن تفجيرها عن بُعد. وفي شباط/ فبراير الفائت أصيب 4 جنود إسرائيليين في انفجار عبوة ناسفة بالقرب من السياج الحدودي المحيط بجنوب غزة. وتبيّن لاحقاً أن ناشطين من لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية قاموا في أثناء احتجاجات عنيفة بالاقتراب من السياج الحدودي ورفع العلم الفلسطيني عليه. وفي اليوم التالي عندما اقترب جنود إسرائيليون من لواء "جولاني" وذراع سلاح الهندسة من السياج لإزالة العلم انفجرت بهم عبوة ناسفة وهو ما أسفر عن إصابة الجنود.