أبدى مسؤولون رفيعون في القدس أخيراً تذمرهم من عدم قيام الإدارة الأميركية بعمل كاف لكبح نفوذ إيران في سورية.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين، الذي يتعامل مع الجبهة السورية، إنه بينما تُعتبر هذه المسألة تهديداً ملحاً في إسرائيل فإن المسؤولين الأميركيين يقللون من أهميتها بالنسبة إلى واشنطن. وأكد وجود فجوة كبيرة بين كلام واشنطن وأفعالها، مشيراً إلى أنه من المريح للأميركيين أن يجعلوا إسرائيل وكيلهم ضد إيران في سورية.
ويأتي هذا التذمر عشية الزيارة التي يزمع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو القيام بها إلى الولايات المتحدة، والتي سيلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كما يأتي غداة إعلان قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال جوزيف فوتل، أمام الكونغرس، يوم الثلاثاء الفائت، أن مهمة الولايات المتحدة في سورية هي هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، وليس العمل ضد إيران.
وتم التعبير في السابق عن خيبة أمل من السياسة الأميركية حيال إيران خلال اجتماعات مغلقة للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية- الأمنية، لكنه انتقل إلى العلن في الأيام الأخيرة. وفي بحر الأسبوع الفائت قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان [الليكود]، في سياق الخطاب الذي ألقاه أمام مؤتمر رؤساء المنظمات الأميركية اليهودية الكبرى الذي عقد في القدس، إن هناك حاجة إلى مشاركة أميركية أكبر لضمان عدم قيام إيران بتحويل سورية إلى دولة دمية. وأضاف أن كل يوم تثبّت فيه إيران انتشارها في سورية يقرّب الحرب أكثر فأكثر. وشدّد على أنه في حال اختيار الولايات المتحدة عدم القيام بدور كبير في تحديد مستقبل سورية، فسيقوم آخرون بذلك بدلاً منها وبالتأكيد لن يكونوا ممثلين منتخبين ديمقراطياً من طرف الشعب السوري.
وتعقيباً على ذلك قال مسؤول أميركي مُقرّب من البيت الأبيض إن واشنطن تدرك وجود قلق إسرائيلي إزاء التهديد الإيراني الأمني في سورية، الذي وصفه بأنه حقيقي، لكنه في الوقت نفسه أكد أن لدى الإدارة الأميركية سلم أولويات في كل ما يتعلق بالتهديدات في الأراضي السورية، وأنه قبل هزيمة "داعش" لن يكون في إمكان هذه الإدارة التعامل مع الوجود الإيراني في سورية.