علاقة بوتين المزدوجة بإيران
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•إن الزيارة الخاطفة التي قام بها نتنياهو إلى موسكو هي استمرار مباشر للقائه مع الرئيس بوتين في سوتشي على ساحل البحر الأسود، في آب/أغسطس الماضي. في تلك المحادثة أيضاً قال رئيس الحكومة للرئيس الروسي إنه عند الحاجة لن تتردد إسرائيل في التحرك وحدها أيضاً لمنع تمركز إيران في سورية ولبنان.

•يدل تواصل الاجتماعات في روسيا على أن إسرائيل لم تهدأ بعد، وربما العكس هو الصحيح. هناك سلسلة طويلة من المؤشرات التي تدل على أن إسرائيل لا تزال قلقة مما يحدث على حدودها الشمالية. ويتجلى هذا في الهجمات المنسوبة إلى سلاح الجو ضد مخازن للسلاح تابعة لحزب الله في سورية، وفي التحذير غير المسبوق الذي نشره الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في وسائل إعلامية لبنانية من تحويل لبنان إلى مخزن ضخم للصواريخ الإيرانية". كما يشمل هذا كلام وزير الدفاع، أمس، الذي تحدث عن جهود إسرائيل لاستنفاذ "كل وسائل الضغط السياسي" لمنع الوصول إلى حرب لبنان الثالثة.

•في هذا الموضوع تُعتبر روسيا من دون شك العنوان الأساسي، وفي استطاعتها، إذا شاءت، استخدام وسيلة ضغط مهمة على الإيرانيين. ويعتبر الروس علاقتهم بإيران بصفتها "حليفاً استراتيجياً"، وهم بحاجة إلى الإيرانيين من أجل الدفع قدُماً بتسوية سياسية لإنهاء الحرب في سورية، لكن مصالحهم مع إيران ليست متطابقة، بل متعارضة أحياناً. فعلى سبيل المثال ليس واضحاً حتى الآن إذا كانت طهران ستكون شريكة وتحصل على حصص اقتصادية من عملية إعادة إعمار سورية.

•بالإضافة إلى ذلك، فإن الروس الذين غضّوا النظر حتى الآن عن الهجمات المنسوبة إلى سلاح الجو ضد الأراضي السورية، يدركون جيداً أنه إذا اضطرت إسرائيل إلى مهاجمة لبنان أيضاً لمنع تحسين ترسانة حزب الله الصاروخية، فإن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى نشوب مواجهات واسعة ستعرّض المصلحة الروسية في الشرق الأوسط للخطر وتحبط إنجازاتها في سورية.

•إن الهدف من انضمام رئيس الاستخبارات العسكرية إلى الوفد المرافق لرئيس الحكومة هو إفهام للروس بأن إسرائيل لا تستطيع القبول بنشوء "هلال شيعي" على حدودها الشمالية مع سورية ولبنان، أي التهديد المؤلف من وحدات تابعة لحزب الله وميليشيات موالية لإيران في هضبة الجولان وفي لبنان، مزودة بسلاح إيراني وترسانة صواريخ دقيقة.

•بوتين يبقى هو بوتين الذي يحتفظ بكل الأوراق لنفسه. وحتى بعد اجتماع يوم أمس لا يزال مدى استعداده لكبح الإيرانيين غير واضح. لكن روسيا هي الآن العنوان الأساسي والوحيد تقريباً.

•طبعاً، يعرف الرئيس ترامب جيداً التآمر الإيراني في المنطقة، ويوظف جهداً كبيراً في محاولته تعديل الاتفاق النووي، لكن حتى الآن لم يتعهد بأن تدعم واشنطن خطوة إسرائيلية لإبعاد التهديد الشيعي عن حدودنا إذا احتاج الأمر.