كتاب جديد لرونين برغمان: أُلغي هكذا في اللحظة الأخيرة أمر اغتيال ياسر عرفات؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني

•الزمان: بعد مرور شهر على انتهاء حرب سلامة الجليل، التي هي حرب لبنان الأولى [سنة 1982]. الخطة: اغتيال زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات. كل شيء كان حاضراً في ذلك الحين، لكنه أُوقف في اللحظة الأخيرة. إن تفاصيل إيقاف الاغتيال موجودة في كتاب د. رونين برغمان Rise and Kill First العنوان بالعبرية "بكّرْ بقتله قبل أن يقتلك" [اقتباس من التوراة]، الذي سيصدر في نهاية هذا الشهر، وهو يروي تاريخ أهداف الاغتيالات التي قامت بها إسرائيل. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نشرت يوم الثلاثاء مقطعاً منه، يروي كيف تأجلت في اللحظة الأخيرة خطة لاغتيال عرفات الذي شكل الهدف الرئيسي بالنسبة إلى إسرائيل.

•يروي برغمان كيف وصلت، ظهر 22 تشرين الأول/أكتوبر، معلومات إلى مكاتب الموساد من مصدرين من داخل منظمة التحرير الفلسطينية بأن عرفات سيسافر جواً يوم غد من أثينا في طائرة خاصة إلى القاهرة. وذهب عميلان من الموساد من شعبة قيساريا إلى مطار أثينا كي يشاهدا بأعينهما عرفات وهو يصعد إلى الطائرة.

•بحسب الكتاب، في تلك الفترة، مارس وزير الدفاع أريئيل شارون ضغطاً كبيراً على رئيس الأركان آنذاك اللواء رفائيل إيتان، من أجل تنفيذ العملية. وكانت طائرتان من طراز أف-15 مستعدتين للانطلاق من القاعدة الجوية في تل نوف. والشخص المسؤول في النهاية عن وقف العملية كان قائد سلاح الجو في ذلك الوقت اللواء ديفيد عفري.

•بحسب الكتاب قال عفري لأحد الطيارين: "لا تطلق النار من دون موافقتي. هل تفهمني؟ حتى لو تعطل الاتصال ولم تسمع أمري، يجب عليك ألاّ تطلق النار أبداً."

•في الساعة 14:05 في 23 تشرين الأول/أكتوبر، أرسل عميلا الموساد معلومات إلى هيئة القيادة في تل أبيب. "عرفات هنا، من المؤكد أنه عرفات". هذا ما قاله أحد عملاء الموساد في مطار أثينا بحسب الكتاب.

•كان برغمان قد أجرى مقابلة مع عفري في أثناء إعداده للكتاب. ومما قاله عفري: "لم أفهم القصة كلها. لم أفهم لماذا خطّط عرفات للذهاب إلى القاهرة. لقد قالت الاستخبارات يومها إن ليس لديه ما يفعله هناك، لذا كان من الضروري التأكد من أنه هو فعلاً على متن الطائرة، وطلبت من الموساد التأكد من أن المقصود هو الإرهابي".

•أرسل عملاء الموساد الذين كانوا في مطار أثينا، حينذاك، رسالة إضافية لقيادة الموساد بأن عرفات هو فعلاً الشخص الذي وصل إلى المطار، والذي يوشك على الصعود إلى الطائرة. عند الساعة 16:40 أقلعت الطائرة، وتلقى عفري أوامر من رئيس الأركان باعتراضها.

•طلب عفري من الطيارين الحربيين الإقلاع. ولدى اقترابهم من الهدف، ظلت الشكوك تقلق قلب قائد سلاح الجو. في هذه الأثناء أصر الموساد على وجود عرفات على متن الطائرة. وضغط رئيس الأركان على عفري للحصول على معلومات بشأن تقدم الخطة، أجابه عفري: "رفول، ليس لدي تشخيص أكيد ونهائي بأن المقصود هو عرفات".

•وبينما كانت طائرات أف - 15 تتجه نحو الطائرة التي أقلعت من أثينا، استخدم عفري طريقة أُخرى للحصول على معلومات كي لا يجري اغتيال الرجل غير المطلوب. توجه إلى استخبارات الجيش الإسرائيلي وإلى الموساد للحصول على تعريف بصري لهدف الاغتيال.

•ويروي الكتاب كيف وصلت، قبل خمس دقائق من الخامسة مساء و25 دقيقة بعد إقلاع الطائرات الحربية من قاعدة تل نوف، مخابرة مذعورة تقول: "هناك مصادر تقول إن عرفات لم يكن موجوداً أبداً في اليونان ولا يمكن تأكيد وجوده في المطار". بعد هذه المعلومات أمر عفري الطيارين: "نحن ننتظر مزيداً من المعلومات، ابقوا أنظاركم على الهدف وانتظروا".

 

•بعد مرور نصف ساعة نقلت مصادر معلومات إلى الموساد وإلى الاستخبارات العسكرية تقول إن الشخص الذي صعد إلى الطائرة هو فتحي عرفات، شقيق ياسر عرفات. كان فتحي عرفات طبيب أطفال ومؤسس الهلال الأحمر الفلسطيني. ويروي الكتاب أن فتحي عرفات الشاب كان على متن الطائرة برفقة 30 ولداً فلسطينياً نجوا من مذبحة صبرا وشاتيلا في لبنان خلال عملية سلامة الجليل، ورافقوه إلى القاهرة للمعالجة. كانت هذه هي اللحظة التي أدرك  فيها عفري أنه كان على حق طوال الوقت، عندما قرر تأجيل العملية للحصول على تأكيد هوية مَن كان في الطائرة.