نتنياهو: خطاب عباس أمام المجلس المركزي يصب في مصلحة السياسة الإسرائيلية كونه يظهر جذور النزاع كما تعرضها إسرائيل دوماً
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الخطاب الذي ألقاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام المجلس المركزي الفلسطيني أول أمس (الأحد) وهاجم فيه بشدّة إسرائيل والولايات المتحدة، يصبّ في مصلحة السياسة الإسرائيلية كونه يظهر جذور النزاع كما تعرضها إسرائيل دوماً. وأكد استحالة تحقيق السلام طالما يتشبث الجانب الفلسطيني بمواقفه الحالية.

وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في نيو دلهي أمس (الاثنين)، أن خطاب عباس أزال القناع عن وجهه وكشف النقاب عن الحقيقة البسيطة التي يعمل جاهداً منذ سنوات طويلة على غرسها في قلوب الناس وفحواها أن جذور النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين تعود إلى الرفض الفلسطيني الدائم الاعتراف بدولة الشعب اليهودي مهما تكن حدودها، وأشار إلى أن الفلسطينيين لن يجدوا وسيطاً آخر لاستبدال الأميركيين.

من ناحية أُخرى قال نتنياهو إن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال الملف النووي الإيراني يعكس نفس الموقف الذي يبديه هو منذ فترة. وأوضح أن الهدف الرئيسي من هذه القضية هو إدخال تغييرات على الاتفاق النووي، من شأنها أن تمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية من دون عائق. وأضاف أن إيران تدرك أن إسرائيل تعارض بشكل قاطع تموضعها العسكري في سورية، مؤكداً أن نظام طهران يأخذ إسرائيل على محمل الجد وأن القرار بتصعيد الأوضاع أو عدمه يعود إلى هذا النظام.

وتوالت أمس ردود الفعل الإسرائيلية على خطاب عباس.

وأعرب رئيس الدولة رؤوفين ريفلين لدى استقباله وفداً من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة في مقر رئاسة الدولة في القدس أمس، عن صدمته الشديدة من التصريحات التي أدلى بها رئيس السلطة الفلسطينية وقال فيها إن دولة إسرائيل هي مؤامرة من طرف دول الغرب استهدفت توطين اليهود في فلسطين على حساب سكانها العرب وأن لا علاقة للشعب اليهودي بأرضها.

ووصف ريفلين هذه الأقوال بأنها فظيعة، وأكد أنها تعرقل طريق بناء الثقة من أجل التقدم إلى الأمام.

وأضاف أن عباس عاد وكرّر بهذه الأقوال أفكاراً سبق له أن أبداها قبل عشرات السنوات وكانت فظيعة للغاية آنذاك وهي الأقوال ذاتها التي اتُّهم على خلفيتها بمعاداة اليهود وإنكار المحرقة النازية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"] إن خطاب عباس يمثل تدميراً لسياسته ويشير إلى فقدان السيطرة وفقدان دعم العالم العربي المعتدل والتخلي عن المفاوضات مع إسرائيل. 

وأضاف ليبرمان أن عباس لا يفهم أنه لا بديل من الولايات المتحدة ليس له ولإسرائيل فحسب بل أيضاً لكل العالم المعتدل. وأكد أن عباس بدأ يسعى لخوض مواجهة سياسية مع إسرائيل. 

وندّد رئيس حزب العمل وتحالف "المعسكر الصهيوني" آفي غباي بخطاب عباس ووصف أقواله بأنها خطرة وكاذبة وتنطوي على معاداة للسامية. وأكد غباي أن المصلحة الإسرائيلية قبل وبعد خطاب عباس هي الانفصال عن الفلسطينيين مشيراً إلى أن الجانبين بحاجة إلى قادة يسعون لبناء الثقة بينهم.

 

كما عقّبت رئيسة حزب "الحركة" عضو الكنيست تسيبي ليفني من "المعسكر الصهيوني" على خطاب عباس فقالت إن المصلحة الإسرائيلية كانت وما تزال إقامة دولة يهودية ديمقراطية وآمنة، وأكدت أنه يتعين على الحكومة المضي نحو هذه الغاية مع الفلسطينيين أو من دونهم.