زيارة نتنياهو إلى الهند مهمة لكن ليست تاريخية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•مع كل الأهمية للزيارة التي سيقوم بها في الأسبوع المقبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الهند، فإنها ليست زيارة تاريخية. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في سنة 1993 زار الهند وزير الخارجية شمعون بيرس (1993)، والرئيس وايزمان (1996)، ورئيس الحكومة أريئيل شارون (2003)، وكثير من الوزراء. لذا فالمقصود هنا زيارة أُخرى في سلسلة زيارات.

•إذا كنا نريد التحدث عن زيارة تاريخية، فإنها حدثت قبل نصف سنة عندما كان القومي الهندي ناريندرا مودي أول رئيس حكومة هندي تطأ قدماه الأرض المقدسة والبحر المتوسط، ويأخذ  صورة مشتركة مع نتنياهو.  

•البارز بصورة خاصة في زيارة نتنياهو القريبة هو الحجم الكبير جداً لوفد رجال الأعمال ومدراء الشركات. وهذا ليس غريباً أيضاً لأن رؤساء الحكومات في الغرب دأبوا على اصطحاب مثل هذه الوفود في زياراتهم إلى دول أجنبية على أمل  أن يساعدوا في تشجيع تجارة دولهم مع الهند، التي تُعتبر هي والصين من الدول الأكثر كثافة سكانية في العالم (نحو 1.3 مليار نسمة).

•يأتي العديد من رجال الأعمال الذي ينضمون إلى الزيارة من الصناعات الأمنية الكبرى، والمتوسطة، والصغيرة، وهذا ليس صدفة. فخلال العقد ونصف العقد الأخيرين تحولت إسرائيل إلى الدولة الثانية المزودة الهند بالسلاح من حيث أهميتها بعد روسيا. وقد باعت إسرائيل الهند طائرات الإنذار الجوي فالكون، وصواريخ من أنواع متعددة، ورادارات، وسفناً حربية، وطائرات من دون طيار، ومدافع، وتكنولوجيا سيبرانية واستخباراتية وغيرها. وقامت وحدات خاصة من الجيش الإسرائيلي ومن الشرطة بالتدرب والتدريب والتعاون مع نظرائها الهنود، ومؤخراً جرى تعاون بين سلاحي الجو في الدولتين.

•ليس التعاون بين إسرائيل والهند عسكرياً فقط، بل أيضاً هناك تعاون في الفضاء وفي مجال الاستخبارات، وكما تحدثت عنه مؤخراً صحف هندية، في المجال النووي أيضاً. وعلى ما يبدو فإن سبب العلاقة الوثيقة في هذه المجالات هو باكستان، الدولة المسلمة التي تملك سلاحاً نووياً (كما تملك الهند)، والتي تصدّر من أراضيها إرهاباً إسلامياً متشدداً. وبحسب تقدير حذر، فطوال تلك الفترة (العقد ونصف العقد الأخيرين) تترواح قيمة المشتريات من إسرائيل بين 10-15 مليار دولار.

•لكن في السنوات الأخيرة تشهد الهند تحت حكم مودي تغييراً يمس ويمكن أن يمس أكثر في المستقبل مكانة الهند كسوق كبيرة ومهمة للمنتوجات الأمنية الإسرائيلية. تطالب الهند أن ينتقل تصنيع منظومات السلاح  إلى أراضيها كي توفر فرص عمل للسوق المحلية. وفي الواقع فقد أقامت صناعات كبيرة في إسرائيل مثل رفائيل، والصناعة الجوية، والصناعة العسكرية وشركة ألبيت، في السنوات الأخيرة فروعاً كبيرة واشتروا مصانع أو تشاركوا مع شركاء محليين.

•لكن حتى هذا لا يبدو أنه كاف. قبل نحو أسبوع أعلنت وزارة الدفاع الهندية إلغاءها صفقة ضخمة تقدر بنصف مليار دولار لشراء صواريخ مضادة للدبابات من طراز سبايك من صنع رفائيل. في إسرائيل يفسرون  الإلغاء بأنه صراع قوى داخل حكومة مودي، لكن من المحتمل أن تبدأ الهند بالانفصال عن صناعة السلاح الإسرائيلية. هذا لا يعني أنها لن تواصل شراء كل ما تجده ضرورياً أو متقدماً، لكن من الأجدى أن تحاول الحكومة التفكير في مسار تجاري جديد، وأن تفهم أنه ربما من الأفضل الاستثمار في تسويق تكنولوجيا ومنتوجات مدنية في السوق الهندية الهائلة وللطبقة الوسطى النامية هناك.